بشكل غير مفاجئ ، اشتعلت الجبهة العسكرية في الشمال والجنوب في الحرب الكونية المفتوحة على سوريا لكن جولة التصعيد الجديدة،قد تميزت بعدة خصائص ومعطيات نوعية يمكن ادراجها على الشكل التالي:
اولا : أنها جاءت بعد فشل مؤتمر “جنيف 2”، وانسداد أفق الحل السياسي تكتيكياً على الأقل، وتمسك الجماعات الارهابية المسلحة باسلوب القتل والارهاب لتعديل موازين القوى على الأرض، علّهم يذهبون لجولة تفاوضية جديدة، بأوراق أقوى ومواقع أشد صلابة!
ثانيا: نجاح الجيش العربي السوري ومقاتلي المقاومة ، في تحقيق نصر واختراق استراتيجي على جبهة يبرود – القلمون، ما عُدّ نصراً كبيراً على صعيد الحفاظ على وحدة سوريا ، وقد تزامن هذا التقدم العسكري، مع تقدم ميداني آخر على جبهة عقد المصالحات الوطنية الداخلية، والتي تكاد تسحب البساط من تحت أقدام جبهة “النصرة” و”داعش” في مناطق وعلى جبهات بالغة الأهمية.
ثالثا: دخول “اسرائيل” على خط الصراع المسلح الدائر في سوريا والكشف عن تورطها في تقديم المساعدات الصحية واللوجستية والاستخبارية وحتى العسكرية، لبعض القوى المسلحة المشاركة في القتال في سوريا … فضلا عن قيام طيرانها الحربي بشن سلسلة عمليات ضد أهداف للجيش السوري والمقاومة.
رابعا : تدخل تركيا في القتال الدائر الآن على جبهة الشمال عبر محاور كسب وريف اللاذقية، حلب وإدلب وأريافهما، من خلال فتح الحدود للجماعات الارهابية المسلحة ، بالاضافة الى تأمين الغطاء المدفعي لجبهة “النصرة “في هجماتها على الشعب السوري و التصدي لطائرات الجيش السوري، داخل العمق السوري، لمنع النظام من توظيف سيطرته الجوية.
خامسا : عودة التوتر والاستقطاب والمواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وتحديداً على خلفية الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعثر مساعي إنقاذ مسيرة جنيف من جهة، وسعي كل طرف لتدعيم حلفائه في سوريا من جهة ثانية.
في مثل هذه الأجواء المتوترة، يصبح من الصعب على طرفي الصراع العودة الى مائدة التفاوض قريباً في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء ان تشهد ساحات المعارك المزيد من الجولات الساخنة، التي قد تكون الأخيرة، قبل الحسم السياسي، فيما يميل البعض الآخر للتكهن بأن سوريا ستبقى على هذا الحال من كر وفر ، وغياب الامن والاستقرار ، ربما لسنوات طويلة قادمة، قد نشهد خلالها تغييرات عميقة على مستوى المنطقة برمتها.
أسئلة وتساؤلات، تثير حيرة المراقبين، فيما الحرب الكونية ، ما زالت تقتل وتدمر وتهجر المزيد من المواطنين.
^