يجازف العرب إن جلست “المعارضة” السورية على مقاعد الجمهورية العربية السورية في الكويت , وتفقد جامعة الدول العربية أكثر اذا بقي المقعد السوري فارغا في ظل التباينات العربية الحادة في الموقف الخليجي مشفوعا بغيابات رئاسية ستؤثر على القرارات المنشودة .
الحديث عن المقعد الفارغ ازدادت مؤشراته بعد تسريبات بأن الجربا سيلقي كلمة امام اجتماع القادة ولكن سرعان ما تلاشت او ضَعُف الحديثعن هذا الامر , فلا جديد لدى “المعارضات” السورية بعد جنيف 2 , بعد تقهقرها على المحاور العسكرية وآخرها في “يبرود” , مما يعني ان المقعد الفارغ هو تعبير سياسي صارخ عن الحالة العربية المهزومة برمتها وليس عن الحالة السورية .
ولأن الازمة السورية هي الاكثر ضغطا على العمود الفقري العربي وليس القضية الفلسطينية التي تعيش حالة تشتت وانعدام الامن, مما سمح للكيان الصهيوني باستكمال مشروعه الاستيطاني والاغتيلات والاعتقال مما يجعل قمة الكويت على موعد مع النار العربية مجددا , ليس من فوهات المدافع ومضادات الطائرات فحسب بل من الانقسامات السياسية الخليجية المتناثرة على المقاعد الرخيمة , فكل دولة عربية تجلس على لغم وآتية من اجل نزع فتيل لغم ,تكفيري وبين هذه الالغام المتعددة المطلوب من قمة الكويت ان تنجح وان تمنح المواطن العربي بصيص امل .
لا احد يستطيع تجاوز الازمة السورية الآن , ولا احد يملك القدرة على ارغام اي طرف معارض الجلوس مكان سيادة الدولة السورية , بعد ان تحولت سوريا لغما كارثيا اذا انفجر بتفكيك وحدة سوريا او العدوان الاميركي سيحرق المحيط العربي كاملا , وما وصل الى لبنان سوى شظايا تكفيرية خفيفة حد اللحظة وهو ما دفع دولا عربية الى حماية حدودها رغم الاف المتسللين بإتجاه واحد .
ليس المطلوب من القمة الآن تحرير فلسطين بل عدم اضاعة سوريا , والحل السياسي لا يمكن ان يجد له منفذا والدول العربية تقاطع الممثل الشرعي للشعب السوري وتستقبل المعارضة التي لا تملك على الارض شيئا حقيقيا , فالذين يملكون شيئا ولو قليل هم انصار جبهة “النصرة” و”داعش” وما نسمعه عن الجيش الحر مجرد اوهام او احلام ورغبات من ينتظر سقوط الرئيس الاسد بأي ثمن حتى لو على حساب سوريا الدولة وسوريا الوحدة والتاريخ والحضور والثقل .
على قمة الكويت ان تُثبت رغبتها في قطع فسحة الجليد المتراكم في العلاقة مع مع الدولة السورية وان تتعامل على الاقل بسياسة الامر الواقع حتى تمتلك مشروعية طرح الحلول والمبادرات وعدم البقاء في خانة الاعتراف بمن لا يملك وعدم الاعتراف بمن يحكم .
على قمة الكويت ان تراجع مواقف جامعة الدول العربية حيال سوريا بخصوص المقعد الفارغ او ذلك الممنوح لمن لا يملك , وعليها التعامل على الاقل مثل هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الذين يستمعون الى خطاب الدولة السورية ،فلا حل سياسي للازمة السورية الا بعودة اصحاب المقعد الى مقاعد القمم العربية .
^