هل خطر للشهيد حمزة يوسف صبح مرة أن ولديه “رواد” و”هشام” لن يستطيعا التلفظ بكلمة «بابا» يومًا؟
هل سمح له الواجب الحزبي بما يكفي من الوقت لتأمّل فلذات كبده واحتضانهم كما يفعل كل الآباء؟
اختار شهيد التوحيد العربي رسالته ومضى في مسيرة ناصعة لا يعرف دروبها إلا الشرفاء الشرفاء.رحلة وداع الشهيد حمزة صبح كانت طويلة رسمت معالمها مناقبيته خلال حياته، ووحشية التفجيريين الارهابين في استشهاده.
هكذا وفي مأتم حزبي وشعبي مهيب ودعت بلدة مجدليا – قضاء عاليه وحزب التوحيد العربي الشهيد حمزة صبح الذي قضى ضحية الارهاب الغاشم الذي ضرب المستشارية الثقافية الايرانية في بئر حسن وعلى بعد امتار قليلة من منزل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب ،فكان الحزن والغضب اكبر من أن يتسع لهما مكان، في مجدليا ، وفي كل منطقة لبنانية وناحية وبلدة وبيت.
حزب التوحيد العربي كان قد نعى في بيان صادر عن امانة الاعلام الشهيد صبح معلنا عن تشييعه في مأتم حزبي حاشد يوم الخميس الواقع في 20 – 02 – 2014 تمام الساعة الحادية عشرة ظهرا في بلدته مجدليا. .
الاستعداد للاستقبال بدأ منذ ليل الاربعاء ، وعندما وصل الجثمان من مستشفى الزهراء في بيروت قرابة السادسة مساء ، كان في الانتظار رفاق الشهيد وأهالي البلدة مع اهالي بلدات مجاورة، يتقدمهم عدد كبير من الفاعليات.
اصوات “الحدي” و نثر أرز وورود على وقع عويل النسوة وإطلاق مفرقعات تحية للشهيد الذي حمل جثمانه من مدخل البلدة إلى “بيت الضيعة” حيث كان في استقباله كل الرفاق والاهل والاصحاب والمحبين .
مأتم يليق بالأبطال
بلدة مجدليا ازدانت باليافطات وبصور ابنها البطل الشهيد، ورفعت اليافطات التي تحيّي الشهيد وتدعو إلى الاقتصاص من القتلة.وقد توافد إلى مجدليا المعزّون من فاعليات مدنية واجتماعية وروحية وحزبية من كافة المناطق والقرى الدرزية وفي مقدمتهم زوجة الوزير وهاب السيدة لين وهاب ونجليها هادي وبشار وكريمتها رين الذين قدموا التعازي الى عائلة الشهيد.
وتقبل التعازي بالشهيد الى نجليه رواد وهشام ،نائب رئيس حزب التوحيد العربي سليما الصايغ ممثلا الوزير وئام وهاب ،ومسؤول حزب الله في الجبل الحاج بلال داغر .وبعد كلمة تعريف لعصام صبح ،وقصيدتي رثاء لحاتم الفارس ويوسف صبح ،القى كلمة حزب التوحيد العريضي رئيس مجلس الامناء عصمت العريضي التي استعرض فيها مسيرة الشهيد وحياته ، والتأكيد على التمسك بمشروع بناء الدولة ،كما كانت كلمة لكل من رئيس بلدية مجدليا حسين مطر ،والمختار وليد صبح الذي القى كلمة العائلة.
يوم آخر حزين
يا رفيقي حمزة … ما عساي ان اقول ونحن الذي اعتدنا على رؤيتك وعلى ضحكتك كل صباح وأنت في زهوة العطاء النابض بالعزم والعنفوان، لم تفارق عملك الحزبي الذي احجببته واعطيته من كلّ جوارحك، تاركًا في قلوب الأهل والرفاق، جروحًا عميقة، وحزنًا عصيًا على النسيان، لكن عزاءنا الدائم يبقى في مآثرك واعمالك الحيّة التي صنعتها بالجهد والتعب والعرق خلال مسيرة حياتك الحزبية ، فقد عرفناك مثال الرفيق الأمين والشجاع، المتّقد بالاندفاع والحماية، المخلص لعائلة الوزير وهاب ، المحصّن بالمناقبية والأخلاق، والمحبّ لرؤسائه ورفاقه. وكنت إلى جانب ذلك بحق، صورة زاهية عن عائلتك التوحيدية الأصلية.
بدمائك الطاهرة يا رفيقي حمزة يحيا الوطن الذي حلمت به .إنه طريق المجد والخلود، الذي لا يسلكه إلا الرجال الأبطال المؤمنون بقدسية الرسالة التوحيدية ، وواجب التضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوطن، وعلى هذا الطريق مضيت يا شهيدنا البطل ، فارسًا مقدامًا، مدافعًا صلبًا عن الامانة التي اوكلت اليك ، مستبسلًا في مواجهة أيادي التكفير والاجرام .
الشهيد الى مثواه الاخير
وبعد انتهاء مراسم التشييع وعلى وقع صلوات المشايخ الاجلاء وانين المشاركين, حمل رفاق الدرب شهيد الحزب والوطن إلى مثواه الأخير ،تتقدمهم ثلّة من اكاليل الزهور حيث ووري في ثرى مدافن العائلة.
^