لو أجهدت نفسي في البحث والتنقيب عن فكرة تصلح لمقالة اليوم , لما وجدت أطرف من فكرة مقالة عن حكومة الرئيس تمام سلام العتيدة .ولكن بعد التمعن في الفكرة وجدت انها تثير الدهشة في زمن التباهي والعجائب .
في عيد الحب وباب الشوق ولدت حكومة الرئيس تمام سلام فتلاقت القلوب العاشقة على ضوء شراع يسمو في بحر العتمة, ويهمي في كف القلوب.
غريب امر هؤلاء الساسة الذين سرعان ما يتناسوا انقساماتهم وخلافاتهم امام كراسي الوزارة ،وبلحظة ترتعش القلوب ، وترسل العيون موج اشتياقها السري وتندى الاصابع من الرغبة قبل ان تنطفئ شعلة الخلافات لحظة يصير الرأي العام مغيبا في الوعي تحت وقع القرارات وتتحول الحقائب الوزارية المنسكبة من السماء الى غاسل للروح, لحظة لا يحتاج الوقت للكلام, ولا الكلمات للحروف فثمة تراتيل للحب المفاجئ بين الاطراف المتصارعة , والتناغم كمائدة الشعاع يرف في اجساد وقلوب وعقول واحاسيس ملونة بالوان التناقض على الرغم من رائحة الحقد والضغينة المتبادلة في مسام جلد الوطن.
تلك هي معجزة المسؤولين اللبنانيين ، فمعجزة الحياة اجمل من راحة الموت, ومهما تبادل اعداء الامس من شتائم وتهكم تبقى المصالح الوزارية هي المرسومة في القلوب ، ومنها يصعد الامل, وبقدميها تجتاز كل المعاصي والاخطاء .
هذا هو انت يا وزارتي ،يقول احد المستوزرين الجدد ،فاعذريني ان انا قيدتك بسلاسلي , واكاليلي, وقناديلي فبيني وبينك نسمات ايدينا, فالوزارة هي خلاصي, والحقيبة هي شقائي, ومواردك هي دمعة عينيك تسري في شراييني فكل قصيدة هي خفقة قلبك, وقلبك يخفق بأقصى الحياة, فامنحيني وقتاً من نشوة جسدك لأفضي بسري اليك… احبك.. احبك… احبك
^