في ندوة حول الاوضاع في سوريا ومآل مؤتمر جنيف2 أجراها معهد الدراسات الدولية في بيروت يوم 11 شباط وحاضر فيها السفير الروسي الكسندر زاسبيكين في لبنان، ومدير الاخبار في تلفزيون الميادين الأستاذ سامي كليب، وهنا أبرز ما جاء في تلك الندوة القيمة الموضوعية.
قال السفير الروسي الكسندر زاسبيكين لا بد من تبادل الآراء وتناول هذا الملف من زاوية أوسع، لروسيا رؤية بانورامية لما يحدث في العالم وما يجري في سوريا واوروبا، دور روسيا والمنهج المتعلق بذلك، لدينا نهج استراتيجي عاماً معروف ولا يتغير وفقاً للأحداث أو ما يجري على الساحة الإقليمية، ونفس المبادئ نطبقها منذ (14) عاماً عندما وصل فلاديمير بوتين الى الرئاسة، نحن لا نتردد في ممارسة هذا المنهج ونريد ان يتحقق التمسك بالشرعية الدولية والقيمة الانسانية.
نحن نسعى ليكون المستقبل عبارة عن تكامل اقتصادي وتعاون أمني، يوجد بعض المشاكل مثل الدرع الصاروخية ونسعى لإيجاد الحل في الشرق الأوسط، ما يحدث اليوم هو عملية طويلة، هناك عناصر متعددة، نرى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للشرق الاوسط، ونحن نتابع الاوضاع في سوريا منذ بداية الاحداث، هذه هي سياسة روسيا في المرحلة الأولى وحتى الآن.
هدفنا تأمين وقف الحرب، وتأمين حق الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبل هذا البلد، نؤيد المبادرات المطروحة للتوصل الى تسوية روسياسياسية، ونؤيد الدور الإيجابي للمجتمع الدولي ويجب ان يكون هناك موقف مسؤول للدول الأعضاء في مجلس الأمن.
عندما حاولوا استخدام البند السابع لميثاق الامم المتحدة ومجلس الأمن، قمنا بالموقف المبدئي المطلوب وقلنا ان التدخل الأجنبي هو الاحتمال الأسوأ، لكنهم عملوا من خلال التدخل غير المباشر من خلال الشبكة الارهابية في العالم وكما يجري الأن، نقول يجب ان يكون هناك موقف للمجتمع الدولي من الذي يحدث، ونحن ننظر الى كل المبادرات ومنها بيان جنيف كأساس للتسوية السياسية في سوريا، لم نستطيع ان نطبق هذا البيان فوراً ولكن بعد فترة تغيرت الظروف الموضوعية واتفقنا مع الاميركي من خلال (المبادرة الروسية – الاميركية) ولأن هناك عملية جنيف، وهذه هي بداية الطريق الطويل، وهناك نواقص واضحة، تمثيل المعارضة السورية ضعيف وغير متكامل، ونأمل انضمام الفصائل الأخرى لمؤتمر جنيف ومشاركة ايران ايضاً أمر مهم ومفيد جداً.
نحن لا نريد ان تكون الأطراف الخارجية متمسكة بطرف معين، نحن نريد ان يكون للأطراف الخارجية دور مساعد للجانبين وليس الوقوف مع طرف، هذا هو الأسلوب الروسي، نؤيد الحوار والتفاوض بين الأطراف.
بيان جنيف ينص على الأشياء الواضحة الاساسية، من الصعب الان إيجاد الحلول للمسائل الأكثر تعقيداً مثل (هيئة انتقالية) نريد أولاً المسائل التي تساعد على بناء الثقة بين الأطراف، سنواصل هذا في المستقبل، ولا نريد ان نستبق الأمور، ولا نريد تحديد سيناريو معين.
ومرفوض ايضاً رسم خريطة المنطقة كما يريد البعض ان يراها، نريد فتح المجال لحل القضية الأساسية القضية الفلسطينية وإقامة منظومة الأمن في المنطقة، ونقول لا يعتبر اجتماع جنيف نجاح أو فشل إنما هو بداية طريق.
مدير الأخبار في تلفزيون الميادين سامي كليب:
ان مؤتمر جنيف2 يشبه مسرحية فاشلة ولا شيء يدعو للتفاؤل، وعقد المؤتمر لأن كل طرف يريد تحسين ظروفه، هم يحاولون ان يحققوا اهداف عجزوا عنها بالحرب، وجاءت التفاهمات الروسية – الاميركية.
التفاوض حاجة ملحة للمعارضة (معارضات متناحرة)، والتفاوض حاجة اميركية للنزول من أعلى الشجرة، وفي اجتماع عقد في الاردن، قال الاميركي، يجب ان تعتادوا على بقاء الرئيس الأسد وترشحه.
التفاوض مرحلة مؤقتة بين حرب وحرب، وهو رغبة روسية ايضاً وهو ثمرة الصمود الروسي، لأنهم ذاقوا ما حصل في ليبيا والاحتيال الدولي وهو لا يريدون ان يكرروا ما حصل في ليبيا.
وجنيف2 رغبة سورية لمنح ما يكفي من أوراق للحليف الروسي، والتفاوض في جنيف قد لا يكون حاجة سوريا قبل الحسم العسكري وسوريا الان هي أكثر قوة، لكن التفاوض سمح لها ان تخرج للساحة الدولية.
(الإئتلاف) إنكشف امام العالم وهو منقسم ومشكك في شرعيته، وهو أضعف الحاضرين في جنيف2، والمكسب الوحيد للإئتلاف هو قبول النظام للجلوس معه في المؤتمر.
ايران لم تكن متحمسة كثيراً لحضور جنيف2، وهي تعمدت دفع الاخرين لسحب الدعوة، والألوية لإيران هي التفاوض على الملف النووي وعدم إضعاف موقفها في هذا الملف.
والسؤال، هل جنيف2 محكوم بالفشل، أم التفاوض ومسار سياسي؟
بالتأكيد المرحلة القادمة ستشهد انتعاش الحرب، وهناك من يحاول تأجيج الفتنة المذهبية.
المسلسل الدولي، هدفه اصدار قرارات دولية تحت حجج المساعي الإنسانية، وهناك محاولات لتحميل سوريا مسؤولية فشل مؤتمر جنيف2.
أولوية سوريا في مؤتمر جنيف2 مكافحة الإرهاب وبعدها يأتي الحديث عن المرحلة الانتقالية، وتحسين الشروط العسكرية وفرض مكافحة الإرهاب، والاعتياد على فكره، ان الرئيس بشار الاسد سيرشح للرئاسة وضم بعض المعارضة.
جنيف2 لن تؤدي الى شيء وسيستمر جنيف3و4 بإنتظار ظروف اخرى.
@@