لا فرق بين 22 كانون ثاني، يوم عقد مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية وما يعقد اليوم 10 شباط 2014 من لقاء آخر في جنيف بين الوفد الرسمي السوري وبين ما يسمى بالمعارضة ممثلة بـ(الإئتلاف)، لا جديد لأن المكونات ذاتها ومن يقف خلفها لم يحصد الا الخيبة، تلك الدول خلقت الأزمة وراهنت على تحقيق إنجاز ما، ولكنها وصلت الى طريق مسدود بسبب صمود سوريا ومقاومتها الباسلة في صد العدوان وفضح أهداف الأعداء وأدواتهم.
حاول أعداء سوريا تدويل الأزمة من خلال إشارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن دولاً كثيرة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام الى سوريا ولكنهم فشلوا أيضاً، هم يحاولون جني ثمار إرهابهم ليس إلا.
ما يمكن ملاحظته، هو عملية الربط بين ما يجري في سوريا وبين دول المنطقة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، بحيث زادت الجهود التي يبذلها كيري لإحداث تنشيط جديد في المفاوضات الجارية مع السلطة الفلسطينية ومحاولة واشنطن تحقيق اختراق ما في تلك المفاوضات وصولاً لتحقيق أهداف معينة مثل تأمين أمن الكيان الصهيوني والضغط على السلطة الفلسطينية للتوصل الى (اتفاق إطار)، من خلال طرح قيام الدولة الفلسطينية بالشروط الاسرائيلية والاميركية مقابل اعتراف فلسطيني وعربي بـ(اسرائيل) دولة يهودية.
وفي ظل هذه الأوضاع وبالتزامن مع عقد مؤتمر جنيف2 ومن ثم التوقف عند محطات معينة، تأتي زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى السعودية في النصف الثاني من شهر آذار القادم وهدفها تحقيق عدة أهداف منها، نفي الإنطباع بأن الولايات المتحدة تحولت بعيداً عن الشرق الأوسط والخليج باتجاه أسيا، وتسويق الأسلحة الأميركية، وإحداث اختراق في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية بحيث يختتم الرئيس أوباما رئاسته بهذا الاستثمار على إنه إنجاز، والسعودية مهمة في هذه المسألة، لتحقيق الإختراق المرجو من خلال دعم الجهود الأميركية في هذا المجال، وترغب السعودية في هذا الدور فهي صاحبة مبادرة السلام العربية التي تصب في مصلحة (إسرائيل) وهي من سيعمل لإقناعها بجدية التعهدات الواردة فيها لجهة التطبيع التام مقابل قيام الدولة الفلسطينية بالمواصفات الإسرائيلية والأميركية.
والرئيس أوباما يدرك أهمية السعودية في تنفيذ تعهد (22) دولة عربية و(57) دولة إسلامية للتطبيع مع (إسرائيل) في حال التوصل الى سلام مع السلطة الفلسطينية، هذه المسألة في طليعة جدول أعماله وهي مهمة له شخصياً وتاريخياً، وهو بهذا يهيء الأرضية لإختراق مصيري في العلاقة مع السعودية والزيارة تأتي على مفترق ملفات عدة منها النووي الإيراني والكيماوي السوري والسياسة الدولية في شأن معالجة الأزمة السورية في شأن جنيف2 وإجراءات التصدي لنمو الجهاديين الجدد داخل سوريا وخارجها.
@@