يحاول البعض أن يقرأ التفاهم “الروسي – الأميركي” على طريقته ورؤيته وأهدافه حتى لو كانت بعيدة عن الوقائع وما يجري على الأرض، وحالة من الجدل حول أولويات مؤتمر جنيف – 2.
وبين هذا وذاك يكفي التدقيق كيف تمّ جلب ما يسمى “الإئتلاف” كي يشارك في المؤتمر، وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أبلغ “الإئتلاف”: “أن عدم المشاركة في المؤتمر ستترك آثاراً سلبية على العلاقة بين الطرفين”، في حين أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أوضح بصريح العبارة: “أن رفض المشاركة سيدمّر الدعم لـ “الإئتلاف” ويوقفه”، ما سبق يعني أن هؤلاء الذين تمّ إحضارهم لا يملكون أي ورقة للتفاوض إلا إرضاء أسيادهم.
في المقابل، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تضمنت الموافقة على حضور مؤتمر جنيف – 2 مع وجود تحفظات بينها رفض تشكيل هيئة حكم إنتقالية واقتراح حكومة وحدة وطنية وأولوية مكافحة الإرهاب.
والسؤال ولطالما مواقف الأطراف واضحة كل هذا الوضوح، وسوريا قالت كلمتها الفصل وأبلغتها الى الأمم المتحدة، فكيف يبرر “الإئتلاف” الذي تمّ جلبه الى مؤتمر جنيف – 2 قبوله المشاركة؟!
الجواب البليغ على ذلك جاء على لسان مسؤول غربي أبلغ “الإئتلاف”: “طالما أن الحكومة السورية تتحدى تفسير الأمم المتحدة في رسالة الدعوة، هذا يتيح للمعارضة أن تتخذ قراراً إيجابياً من حضور مؤتمر جنيف – 2”.
هذا يعني، أن سوريا هي مَن يقرّر كيف تحل الأزمة ولا بديل عن حكومة وحدة وطنية كما تراها الحكومة السورية، تستطيع أن تقود المرحلة، وعندها يكفي القول، إن مؤتمر جنيف – 2 هو محطة لإنطلاق عملية طويلة تحكمها الظروف على الأرض وشكل التوازنات الدولية خلال هذه الفترة.
سوريا تذهب الى مؤتمر جنيف – 2 وهي واثقة بقدرة شعبها وجيشها وقيادتها على تجاوز الأزمة وهي مَن سيقود المرحلة، والشيء الوحيد المؤكّد أن سوريا ستظل بهويتها الوطنية والقومية، دولة مقاومة بإمتياز، تحمل قضايا الأمة على أكتافها مستندة بذلك على أصالة شعبها وصدق تحالفاتها.