يبدو ان التكفير قد وصلت شظاياه الى كل مكان ،فبعد الهجمة التكفيرية الخليجية على دول المنطقة وتحديدا في كل من سوريا ولبنان ومصر والعراق ،ها هو التكفير الاسرائيلي عبر عصابات الاحتلال في فلسطين المحتلة يقدم على إحراق مسجد في منطقة “سلفيت” بالضفة الغربية المحتلة ، وكتابة شعارات عنصرية ومعادية للعرب والمسلمين على جدرانه ، وتمزيق المصحف الشريف ، في جريمة صهيونية لا تغتفر..
مرة جديدة تشير مثل هذه الاعمال الاجرامية إلى أن الإرهاب الصهيوني هو إرهاب دولة وقد وصل الى مرحلة خطيرة لا يمكن السكوت عليها، بعد أن وصل إلى تدنيس الرموز الدينية وإضرام النيران في بيوت الله ما يدفع بالمنطقة الى حرب من نوع آخر دينية ، لا يعلم أحد متى تنتهي إذا ما اشتعلت.
ان احراق مسجد “سلفيت” دليل آخر على أن العدو الصهيوني يعمل جاهدا على إفشال بدعة المفاوضات بينه وبين الجانب الفلسطيني ، وبالتالي دفن العملية السلمية تحت جنازير دباباته ، لتنفيذ خططه ومخططاته التوسعية والتدميرية ، واستكمال تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا السياق فإن هذه الجريمة الارهابية البشعة تكشف عن مدى التطاول الاسرائيلي وخطورة وجود المستوطنات والمستوطنين في الأرض الفلسطينية المحتلة ، وقد تجاوز عددهم النصف مليون مستوطن، خاصة إذا علم أنهم جميعا جنود في جيش الاحتلال ، وأن مهمتهم -علاوة على اقامة المستوطنات واحتلال الاراضي الفلسطينية- هي إرهاب المواطنين الفلسطينيين وترويعهم ودفعهم الى مغادرة وطنهم.
إن المتابع لسير المفاوضات المباشرة السيئة الذكر ، يجد أن “اسرائيل عملت وما تزال على رفع وتيرة اعتداءاتها الارهابية الممنهجة بصورة متصاعدة وشبه يومية ، بدءا من طرد الفلسطينيين واستكمال بناء المستوطنات وسفك الدماء وتدنيس المقدسات ، واقتلاع الأشجار، وهدم البيوت والمنازل حتى تجاوز عدد أشجار الزيتون التي اقتلعتها عصابات الاجرام المليون ونصف المليون شجرة ، علاوة على اقتلاع عدد كبير من الأشجار الأخرى سواء المثمرة أو الحرجية ، وإحراق المساجد إذ بلغ عدد المساجد التي تم إحراقها سبعة عشر مسجدا .
إنه من المؤلم في زمن التكفي الخليجي أن تمر جرائم العدو دون عقاب، وتقتصر ردود الفعل العربية والإسلامية على الإدانة والاستنكار وهو ما شجع العدو الاسرائيلي الخارج من الاوهام والأساطير ان يستمر في ارتكاب مثل هذه الجرائم والاعتداءات مستظلا بالفيتو الاميركي في مجلس الامن الدولي الذي يحميه من ملاحقة القانون الدولي.
ومن هنا تتحمل ادارة اوباما بالدرجة الأولى بصفته الراعي الوحيد للسلام والسند الاكبر للعدو الاسرائيلي في المنطقة مسؤولية ما يحدث من اعتداءات تكفيرية وصهيونية التي هي بالحقيقة وجهان لعملة واحدة لا تتورع عن ممارسة كل اشكال البطش والتدمير والارهاب وإحراق بيوت الله وتدنيس الكنائس والمساجد والعتداء على الرموز الدينية .
^