في هذا المقال وهو الاخير في سلسلة مقالات لنا عن العام 2013، رأينا ان نختم ببانوراما سريع لمعرفة الرابحين والخاسرين في سماء “الربيع العربي” ، لنجد أن العرب هم أكبر الخاسرين، في حين ان الجماعات التكفيرية والعدو الصهيوني وادارة الرئيس الاميركي اوباما ومن لف لفهم هم الرابحون، ما يستدعي اعادة النظر في الواقع العربي ودماء “الربيع العربي” التي تحكم هذا الواقع، وأدت الى هذه النتائج المأساوية أو بالأحرى التدميرية و الكارثية.
وبوضع النقاط على الحروف، نجد أن عدد من البلدان العربية خرجت من العام المنصرم مفككة مشتتة ينخرها سوس الخلافات والانقسامات الداخلية ، وكأنها تعيش مناخات داحس والغبراء في العصور التقليدية الاولى، وهذه الخلافات هي السبب الرئيس الذي دفع ويدفع بالعدو الصهيوني وعملائه في المنطقة الى نهش لحمها الحي، بتدنيس المقدسات والاعتداء على الرموز الدينية وتهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والاصرار على نفي الشعب الفلسطيني من وطنه، والحكم الأبدي عليه بالشتات في اصقاع الارض.
وهذا يعني ان القضية الفلسطينية ومعها الشعب الفلسطيني هما الخاسر الأكبر هذا العام، فالعدو استغل المستجدات السياسية والامنية التي تضر ب الاقطار العربية ، والخلافات التي وصلت الى حد الاقتتال الداخلي بعد صعود الظاهرة التكفيرية ، وهو ما يترجم –مع الاسف- بكل بشاعة في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين..الخ وعلى الصعيد الداخلي في لبنان فقد تحولت الخلافات بين 8 و 14 آذار الى ثابت في السياسة اللبنانية وفي الواقع اللبناني ، في ضوء صعوبة او بالاحرى استحالة تحقيق المصالحة قي المدى المنظور، وهو ما انعكس سلبا على الواقع الداخلي الذي يتعرض لابشع انواع الارهاب الذي ترجم بالاغتيالات والاحزمة الناسفة والتفجيرات المتنقلة من مكان الى آخر .
فعلا لقد تجاوزت الخلافات العربية – العربية كل الحدود، وصلت الى حد الاستقواء بالاجنبي، وفتح الحدود للقوى التكفيرية المتطرفة، وهو ما يعني اتساع جغرافية الفتنة، ووصول هذه الخلافات الى مرحلة كسر العظم، ووضع الامة كلها على فوهة بركان.
باختصار…. اوباما ونتنياهو ومن لف لفهم هم المستفيدون من احداث او بالاحرى من الفواجع والكوارث التي تجتاح الوطن الغريى، وتهدد بتقسيمه الى دويلات وكانتونات متناحرة متخاصمة، في حين ان الامة العربية وشعوبها وقضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، هي الخاسرة الوحيدة ، مما حدث ومما يحدث، ما يشي باننا امام مرحلة خطيرة وصعبة جدا خلال العام القادم .
^