كيفما تأتي المساهمات الإقليمية والدولية في الجهود المبذولة لإخراج سوريا من محنتها الراهنة، فإن الدور الأساسي على هذا الطريق يقع على كاهل أبناء سوريا أنفسهم. ومن ثم، فعلى هؤلاء بذل جهد أوفر، والإقبال بإخلاص وطني أكثر، من أجل تجاوز كافة المطبات الماثلة أمام مؤتمرجنيف ، والنأي عن تفجير ألغام أمام هذا المؤتمر.
من الواضح الجلي حالياً، توافرمثل هذه الإرادة الوطنية الغالبة، وهو ما يعزز من اندفاعة المؤتمر لجهة تحقيق غاياته المرتجاة.
ومن الواضح للعيان كذلك، أن كل محاولات عرقلة انعقاد جنيف تصب في تأجيج الانفلات الأمني، واستفحال الأزمة الاقتصادية، واستشراء الإحباط الشعبي، ما يجعل المشهد السوري برمته أكثر تعقيداً وأكثر قتامة.
فمن غير الممكن قراءة العمل الارهابي المسلح ضد مؤسسات الدولة، بمعزل عن محاربة انعقاد المؤتمر ، بل لا بد من الاعتراف بأن أطرافاً اقليمية تستهدف، من خلال ضرب مؤسسات الدولة، تفجير الحوار الوطني نفسه، وهناك أطراف داخلية تجنح إلى استخدام وسائط غير اللغة في الحوار.
من المهم أن يقتنع الشعب السوري بأن مؤتمر جنيف يشكل أكثر الطرق المتاحة وأوفرها أمناً للخروج من المحنة الراهنة، والأكثر من ذلك أهمية، قناعة السوريين بأنهم وحدهم اصحاب المسؤولية الأعلى والأقدر على صياغة خريطة طريق نحو مستقبل سوري أفضل.
بهذه القناعات وحدها، يمكن للشعب السوري تجاوز مشهد الالتباس المشرب بالدم، ومغادرة مرحلة الارهاب والتكفير التي تريدها أطراف حالة مزمنة.
ومع الاعتراف بالجهد الروسي والايراني الهادف إلى مساعدة السوريين في استشراف غد أفضل، إلا أنه من غير المجدي، الرهان على هذا الجهد وحده في طي المرحلة الانتقالية وصياغة مستقبل سوريا. اذ ان من مصلحة الشعب السوري الانكباب على إنجاز صياغة خريطة المستقبل الوطني بعيدا عن كل اشكال التكفير والظلامية التي اصبحت عنوان القتل والخراب والدمار والارهاب.
^