اصوات الرصاص والقذائف وصراخ الاطفال وأنين القتلى في عاصمة الشمال صدى “عربي” مجلجل للصوت ذاته في سوريا التي اصبحت هي ايضا مضماراً لسباق الموت .
في طرابلس يشهد اللبنانيون على “الربيع العربي” ، حيث يقتل الناس في اشتباكات فتنوية ، وما زال الحبل على الجرار، طالما أنه متروك لاوامر امراء المحاور والفتنة والتكفير.
باب التبانة التي باتت مرتعاً لكل مسيء للبنان ووحدته، مشتبك مع جبل محسن ، والنتيجة قتال شديد وقتلى وجرحى بالعشرات، بل إن شدّة المعارك بلغت مستوى تنهار معه ابنية متعددة الطوابق .
وفي الوقت الذي تنجح مدن عربية مثل دبي في تحقيق إنجازات تجذب إليها أنظار العالم واستثماراته وسياحه، فهذه العدوى لا تنتقل إلى لبنان، لكن عدوى القتل على ايدي “جبهة النصرة” في سوريا تنتقل إلى بلد بأسرع من ذوبان أكياس الشاي في ثكنة مرجعيون .
بعض الأطراف اللبنانية كانت تشكو في السابق من “عهد الوصاية” السورية، والآن هي ذاتها تستورد الوصاية الدموية والفتنوية والتكفيرية ،حتى اصبحت السيارات المفخخة والانتحاريين ينشرون الموت بين اللبنانيين ،فيما أمراء المحاور يستثمرون بدماء الفقراء المضللين باسم القطيع الطائفي والمذهبي.
الدماء تروي شوارع بيروت ، وأمراء الفتنة يحصدون الثمار تضخيماً لأرصدتهم، والموت أسرع من المهرولين تزلّجاً من على مدرجات
أين كان هذا السلاح عندما كانت “إسرائيل” تصب على لبنان حمم عدوان تموز 2006 ” وتصفي حسابها مع كل من يؤمن بعروبة لبنان ومقاومته؟ .
لم يبق في لبنان اليوم دائرة سلمت من جواسيس “إسرائيل” وتنظيم “القاعدة ” حتى الصخور زرعوا فراغاتها بأجهزة التنصّت . لبنان الذي سمعنا اسمه منذ نعومة أظفارنا مقترنا بلقب “سويسرا الشرق”، يريده هذا البعض الموتور وتاجر الدماء مزيجاً ميليشيوياً من الصومال والعراق واليمن وليبيا ، لأن لبنان المقاوم الذي توحّد ذات حقبة مشرقة على حب السيد نصرالله ، لا يبقي مكاناً ولا مقعد زعامة لأمراء الظلامية والتكفير.
^