ثمة حراك دولي وإقليمي, بعضه خفي وبعضه ظاهر للعيان, يتسارع اليوم بغية محاصرة الازمة السورية، رغم دخولها منعطفات حادة وحاسمة امتدت خلالها شرارتها نحو البلد الجار لبنان وتحديدا في عاصمة الشمال التي تشهد شوارعها وأحياؤها منذ ايام اشتباكات نوعية ادت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والجيش اللبناني .
الطرابلسيون شاهدون اليوم على كل عناصر المؤامرة الاقليمية التي تشكل انظمة خليجية عنصرا حاسما في صياغة مفرداتها وتقرير أولوياتها والتي أضحت اليوم مؤامرة مكشوفة بالكامل بعد رفضها لكل الاستعدادات الدولية القائمة على قدم وساق للتسويق والإعداد لمؤتمر “جنيف 2”.
اليوم باتت الاوضاع في الشمال تعيش للأسف على إيقاع ردود الفعل الخليجية فالمواقف من جرائم الجماعات الارهابية المسلحة وحلفائهم التكفيريين الداخلين للحرب بكل قوة لمساندة عصابة “جبهة النصرة” في سوريا , هي مواقف معيبة بالكامل بل مخزية بالمطلق باعتبارها تشكل حالة غير مسبوقة من النفاق السياسي الشامل, وحيث تمارس آلة القتل التكفيرية مختلف أنواع الانتهاكات والجرائم المنافية تماما لكل الشرائع الدولية, وتدور في دمشق , وربوع سورية الثائرة حرب إبادة شاملة, ومع ذلك فالضمير العربي في إجازة وغياب فظيعين.
لقد تهاوت كل الأخلاقيات والقيم المعلنة, وأصبحت كل الشرائع القانونية الدولية مجرد شعارات حائط لا تساوي الصبغ الذي كتبت به, وفضحت الأزمة السورية المضاعفة كل عناصر النفاق عند عدد من الدول الخليجية الذين يمولون ويشاركون في المؤامرة البشعة على دماء الشعب السوري الذين دفعوا ثمنا كبيرا ودخلت أرقام الضحايا في قوائم فلكية مرعبة, فمئات الآلاف من السوريين قد استشهدوا, وملايين أخرى من السوريين أصابهم التشرد, وعم الخراب الشامل كل المدن والحواضر السورية, وارتفعت أسهم الجماعات التكفيرية التي تمارس القتل الشامل ضد السوريين, وسط حالة مألوفة من الصمت العربي الذي يصل إلى درجة التواطؤ المفضوح, والمعيب, والمخجل.
إن دول خليجية وبعدما وضعت الشعب السوري تحت رحمة آلة طحن الجماعات التكفيرية المجرمة هي اليوم بصدد تنفيذ برنامج خبيث لتصفية الحل السياسي للازمة السورية من خلال معارضتها لالتئام مؤتمر “جنيف 2” على وقع الانتصارات الميدانيةللجيش العربي السوري , الذي سيكون الرد المفحم, والحاسم والبليغ على كل مؤامرات قوى التكفير والشر, والعدوان, والظلامية.
^