لو تأملنا صورة الواقع اللبناني كما تبدو اليوم، لما وقفنا على وصف يليق به . فهو يمثل مجموعة من الأوصاف المتردية التي تحتشد معاً، قلما كانت عليه في يوم من الأيام، هي كارثية ومأساوية وكئيبة، عجفاء وسوداء .
واقع مأساوي وفوضوي نزل على لبنان كالبلاء والشر المستطير، فاستبيحت الأرض بواسطة الارهاب ، واستشرى الانقسام بين الفرقاء السياسيين، وتبددت قوة الدولة بمؤسساتها وفقدت عافيتها، وارتهنت قوى وتيارات سياسية وأسلمت أمرها لقوى التكفير والظلام التي حلت على أرضنا، حاملة سيوف الحقد والعنصرية والإرهاب ، قادمة من كهوف ما قبل التاريخ، متلطية برايات الإسلام دين العدل والمحبة والسلام والتسامح، فوجدت بيئة حاضنة وناساً غرر بهم أو سئموا الظلم والاستبداد فاستجاروا بما هو أسوأ وأدهى .
هلّل البعض في لبنان “لربيع عربي” ، على أمل أن يغيّر الحال، ويخرجهم من المأزق الاميركي في المنطقة بعد احتلال العراق ويأخذ بيدهم إلى طور جديد يلتقون فيه مع المتآمرين على منعة لبنان ومقاومته في مواجهة الاحتلال والعدوان والتكفير ،ولكن لم يكن الربيع المرتجى إلا عواصف هوجاء، بعدما تعرض في ليلة ليلاء للسطو على يد جماعات خرجت من أوكارها بعدما استطابت الإقامة تحت الأرض، وادعت التوبة والخلاص من إرثها المشين، وحملت معها تحت جلبابها قوى ظلامية وتكفيرية لا تؤمن بالإنسان أو بالحياة وراحت تمارس التكفير والقتل والدمار وتستبيح البشر والحجر.
يبقى الامل ان يكون كل ما نشاهده اليوم من مآسي وخراب ودمار وقتل مجرد مرحلة عابرة وسريعة، ويعود الوطن ومعه الأمة إلى رشدهما، ويدرك الجميع أن السيل بلغ الزبى .
^