العدوان البربري الجبان في تفجيره المزدوج الذي ضرب في ضاحية بيروت الجنوبية وبالقرب من السفارة الإيرانية، هو عدوان فاشل، ومَن يقف خلفه بالتأكيد يتميّز بالغباء المفرط، أولاً لأنه نسي وتناسى أن الضاحية هي أحد قلاع المقاومة في أمتنا وعجزت أسلحة الدمار الصهيونية من النيل من هذا الشموخ، طيلة 33 يوماً في حرب 2006، ويتناسى الأعداء وأدواتهم أننا في عصر المقاومة وفي زمن الوعد الصادق، وهذا يعني أن مَن يحاول وراثة “المحافظين الجدد” قد جنّ جنونه في زمن لم تعد أميركا قادرة على إشعال الحروب أو إخمادها، ولم يكتفِ هؤلاء “الوهابيون الجدد” بما أصابهم من قلق وقلة البصيرة، ويحاولون تقليد أسيادهم في البيت الأبيض ويلعبون “لعبة إزدواجية المعايير” بكل صفاقة وخذلان.
كان الإرهاب في الماضي لعبة السياسات الإستكبارية العالمية، واليوم أصبح لعبة الأدوات الإقليمية ويعبّر عن الحقد الذي ورثوه، وعن حماقة لا تنتهي، هؤلاء يحاولون اليوم أن يلعبوا دور القائد الميداني في المنطقة وليس من أجل محاربة الأعداء، والدفاع عن قضايا الأمة، هم يحاولون إنجاز ما عجز عنه أسيادهم، ويتولّون دور القائد الأوحد “للمعارضات” في سوريا والقائد المالي في مصر والقائد العملياتي في العراق والقائد التعطيلي في لبنان، وهم ضد ربيع البحرين، ومع عسكر مصر، وضد عسكر سوريا، ومع الحرب التدميرية في بلاد الشام وتُدفع الميارات لعسكر مصر، بهدف القضاء على خصومهم من “الإخوان” ويفيضون تمويلاً وتسليحاً على “المعارضة” في سوريا ويحاولون تحويلها بالكامل الى مجموعات تكفيرية، لكنهم يفشلون، وأثبتت الأحداث عدم صحة رهاناتهم، وتحولوا الى ألعوبة بأيدي الأعداء من بني صهيون، وبات الإرهاب وليد أعمالهم وأفعالهم الشنيعة وتحوّلوا الى مشاريع شيطانية وكمجلس حرب دولي ضد أبناء أمتهم، يتبرعون ويتم دفع الأكلاف العسكرية والحربية وتمويل خزائن المشاريع العدوانية من مال ونفط العرب، وهم لا يفعلون شيئاً لقضية فلسطين التي تحاول المجموعة الممسكة بقرار الحل والربط إلغائها وتصفيتها، أين كانوا عندما ارتكبت مجازر جنين وغزة، وما فائدة أموالهم عندما يحاول أسيادهم جهاراً أو نهاراً تحويل كل ما يمت الى فلسطين أن يكون مقره ومآله في “إسرائيل” وحدها.
بقي أن نقول، إن الاعتماد على الوقائع وأقصد هنا المقاومة في أمتنا هي من يملي المواقف ويفرض التغييرات وينتج موازين قوى جديدة، ويحقق الإنتصارات، وأن العزم والإرادة والبصيرة هي مَن يعطي الثمار في هذه الأزمات، أما عمليات القتل والإجرام المبرمجة فهي نتاج المخططات الشيطانية، وهي لن تزيدنا إلا قوة وصلابة من أجل تحقيق أهداف أمتنا ومستقبل أجيالنا.