لا يكفي أن تشعر بالظلم ,والتكفير والحصار و الغضب حتى تنجح في تغيير ما ترفضه تماماً، كما أن تقليد الآخرين لا يجعلك بالضرورة مثلهم، فالتغيير أو التقليد ينبغي أن يستند إلى مقومات وشروط.
عندما انطلقت “المقاومة العربية التوحيدية” في سوريا ،كان الهدف من وراء قيامها واضحاً ومحدداً، والعناصر العاملة على الأرض كانت قوية ونشطة ومؤمنة بما تقوم به.
كثيرون ممن يقفون على الحياد في معارك التكفيريين المتكررة على “عرنة” و”حضر” في جبل الشيخ يراهنون على فشل “المقاومة العربية التوحيدية” في تحريك جبل الشيخ كله، لنصرة اخوانهم الدروز في معركة الدفاع عن الارض ، لكن هؤلاء لم يقرأوا جيداً حقيقة ما تتعرض له طائفة الموحدين الدروز جراء الحملة التكفيرية في سوريا .
أولاً: يواجه الموحدون الدروز تهديدا ً بغيضاً، لا يتوقف عن ممارسة العدوان على الشعب، والأرض، والعرض ، وتشكل مجابهته الأولوية المطلقة بالنسبة لكل الموحدين الدروز على اختلاف أطيافهم وعمق خلافاتهم، الأمر الذي يطرح علامات استفهام، ويخلق القلق والارتباك إزاء المواقف التي تعلو بين حين وآخر وتدعو الى تحييد القرى الدرزية عن المعارك الدائرة في سوريا .
ثانياً: التشديد على الهدف الذي طرحته “المقاومة العربية التوحيدية” وهو يقوم على حق الدفاع في مواجهة التكفيريين ، والتمسك بوحدة سوريا ، ووضع حد امام كل محاولات طمس هوية الموحدين الدروز العربية وتشويه دورهم التاريخي في المشرق العربي.
ثالثا : رغم تفاقم الأزمات الحياتية لسكان جبل الشيخ ، بسبب العمليات الارهابية المتكررة ، إلا أن ابناء بلدتي “حضر” و”عرنة” يملكون خطاباً قوياً ومحرجاً بالنسبة لمعظم المترددين ، إذ يشددون على التزامهم برنامج ونهج المقاومة، في ظل تمسك جماعة الحياد في لبنان بنهج المفاوضة الذي يتأكد فشله كل صباح.
رابعا : استعداد غالبية الموحدين الدروز في سوريا ، للدفاع عن وجودهم وتجربتهم، حتى لو اضطروا ذلك لاستخدام العنف والقوة في مواجهة خصومهم التكفيريين الذين يمارسون ابشع انواع التنكيل والقتل والارهاب بحق الشعب السوري.
أن استجابة الناس لنداء “المقاومة العربية التوحيدية” لا يعني أن ابناء الموحدين الدروز في سوريا راضون عن أدائها فحسب ، بل هو مؤشر اضافي عن اتساع دائرة الغضب الشعبي جراء الهجمات المتكررة للعناصر التكفيرية على قراهم وتهديدهم للنسوة والاطفال والمشايخ وكل ما يعترض طريقهم . وإذا كانت هذه هي الأسباب التي تقف وراء قيام “المقاومة العربية التوحيدية” فإنها ذاتها الأسباب التي تدعو للاعتقاد أنه لا سبيل لتجاوز المحنة ومعالجة الآثار الخطيرة الناجمة عنها، سوى بالدفاع والمقاومة والنضال .. وتلك قضية وجودية لا مساومة عليها .
^