لطالما كان حزب التوحيد العربي ويبقى عنواناً للصمود والعنفوان، وقد سجلّ مع قرى وبلدات الوطن، من وادي التيم و حاصبيا الى الشوف ومن الجرد إلى الشحار والمتن ، صولات وجولات في الدفاع عن عزة الانسان والكرامة الانسانية ،
حزب التوحيد العربي الذي حمل راية التغيير ومشعل المقاومة وسيف العروبة،ها هم شهدائه يروون بدمائهم الزكية تراب جبل الشيخ الشامخ دفاعاً عن وحدة وعروبة سوريا في مواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة .
في هذه المناسبة، نقول لشهداء الحزب الذين سقطوا بالامس في “عرنة” ، إن تضحياتهم لم تذهب هدراً، وإنهم أناروا الطريق نحو سوريا جديدة.
فشهادة كل من حسان بركة، سامي ابوعقل ، اسعد ابو مرّة و حسن بدرالدين ومعهم الكثيرين هي التي ستفتح طريق المقاومين إلى جبل الشيخ ، هي التي ستسقط مشاريع التكفير في بلاد الشام ، هي التي ستمهدّ لانتصار الشعب السوري من خلال قافلة من الرجال الأشداء الشجعان فوق تلال هذا الجبل الأشم وسواحله وتخوم بلداته ، إلى كل موقع روته دماء السوريين .
وفي هذه المناسبة، نوجّه التحيّة أيضاً إلى شهداء الجيش العربي السوري وهو جيش لكل السوريين ،بذل ويبذل تضحيات جسيمة في لحظة دولية شديدة التوتر والحساسية وفي ظل انقسام اقليمي ودولي خطير على مستقبل سوريا، ومن واجبنا جميعاً أن ندعم الجيش العربي السوري الذي فهم معاني الذود عن الوطن وحماية شعبه ولكي تبقى سوريا عربية ومقاومة رغم كل المعاناة والالم.
وإذا كان الاعتراف بأثمان التضحيات التي قدمها الشهداء، شهداء حزب التوحيد العربي كما سائر الشهداء، هو من باب الوفاء وإعادة قراءة الماضي، فإن مسؤوليّة دراسة أسباب الحرب القاسية وظروفها وخلفياتها، تبقى مسؤوليّة السوريين جميعاً، وما لم يقبلوا عليها بجرأة وإقدام، فإن لعنة معاودة الاقتتال الداخلي ستلاحقهم إلى مضاجعهم، دون حلول أو مخارج لأزمة تكاد تكون وجودية كما هي المرحلة الراهنة.
إن حزب التوحيد العربي الذي يقدّم اليوم قافلة من الشهداء في سبيل مشروع الدفاع عن الموحدين الدروز في سوريا ،لن يتوانَى عن التضحية وبذل كل الجهد اللازم في سبيل الحفاظ على وحدة سوريا و سوف يعبّر عن ذلك في كل المحطات المفصليّة التي تفرض عليه خوض معارك ونضالات شرسة لمواجهة التكفير تارةً والعمالة تارةً أخرى حتى يوم الانتصار.
^