كشفت العبارة التي حرص نتنياهو على تكرارها في كلمته بالامم المتحدة عن ان امن “اسرائيل” خط احمر ، عن أهداف العدو الصهيوني ونواياه العدوانية ،وعن وهم المفاوضات واسباب تعثر التسوية المزعومة ، والطريق المسدود التي وصلت اليه العلاقات بين الفلسطينيين والمحتل التي لن تخرج منه مطلقا.
هذا ما قاله نتنياهو عندما لوّح بأن “أمن” العدو هذا لا يخضع لمقتضيات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ولا يخضع لشروط السلام ، وانما يخضع فقط لشروط “اسرائيل” ، وقدرتها على التوسع والعدوان ،فضلا عن بوحه علنا بعدم السماح باقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة جغرافيا، شأنها شأن الدول الاخرى ، بحجة عدم تهديد وجود الكيان الغاصب وهو ما يعني رفضه المطلق لاقامة هذه الدولة ، معللا ذلك باسباب واهية ، متناسيا ان “اسرائيل” دولة نووية مدججة باحدث انواع الاسلحة الحديثة ، وتهدد امن كافة الدول العربية ، لا بل استباحت الامن القومي العربي مرات عدة وهذا ما حصل عندما قامت بضرب المفاعل النووي العراقي، والعمق المصري عمق وتهديدها بضرب السد العالي، واغارت طائراتها العدوانية على بور سودان ، وحمام الشط بتونس مرتكبة جرائم بشعة.
نتنياهو يحاول كالعادة استثارة عواطف المجتمع الدولي،وان يظهر “اسرائيل” بانها الضحية والعرب هم الجلادون ولكن يبقى السؤال ..
ما هو مصير الشعب الفلسطيني الذي طرد من وطنه و دمرت قراه ومدنه ، واقيمت على انقاضها مستوطنات لليهود القادمين من شتى اصقاع الارض، وها هم يعتدون على اصحاب الارض والحقوق والمقدسات.
نتنياهو وامثاله يعرف ان حرب تموز 2006 ،اسقطت نظريات حماية الحدود ، بعد ان اصبحت صواريخ المقاومة قادرة على تدمير “اسرائيل” ،وهذا ما جعل العدو الصهيوني يلجأ الى حليفته واشنطن ،ويقيم القبة الصاروخية للتصدي لصواريخ حزب الله..
باختصار…. فان تشديد نتنياهو على امن “اسرائيل” انما تكشف اهدافه التوسعية، ورفضه الالتزام بالقانون الدولي ، وشروط واشتراطات السلام القائمة اصلا على الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
لقد اكدت الاحداث والوقائع ان المقاومة تبقى الخيار الأنسب للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني ،وتأمين حق العودة وفقا للقرار الاممي 194 ، بعد ان فشلت نظرية عقلية مع كيان يرتعد ويخاف من المستقبل.
^