إنتصرت سوريا ومعها محور المقاومة في أمتنا، تراجع المشروع الأميركي – الصهيوني ومُنيت أدواته بإنتكاسة طويلة، تخلت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها عن العدوان وحتى أمد طويل، الطلب العربي السوري بالإنضمام الى الإتفاق الدولي للحد من انتشار الأسلحة الكيماوية جاء في توقيته المناسب، وهذا يعني أن سوريا أجادت قواعد اللعب في إدارة الصراع مع الأعداء، وهي التي تعاملت بذكاء في مسألة التوازن والردع، اليوم أصبحت استراتيجية المقاومة بكل ما تعنيه من امتلاك القدرات العسكرية المتطورة هي العامل الحاسم في مواجهة جديدة.
الجديد الإستراتيجي اليوم، ظهر محور المقاومة قوياً فعالاً في لعبة التوازن والمواجهة المفترضة، ودخلت روسيا لاعباً دولياً من البوابة السورية، وهي ستفاوض مع الولايات المتحدة في جنيف، واستطاعت أن تثبت وبجدارة أنها صاحبة القرار في العالم وفي منطقتنا بشكل خاص، وأصبحت سوريا أكثر قوة وصلابة في مواجهة المشاريع العدوانية التي تستهدف أمتنا، وأثبتت أنها رقم صعب في معادلة الصراع ولا يمكن تجاوزه، وهذا ما ساعد الحليف الروسي ليرفع الصوت عالياً بما يجعل من التهديدات الأميركية بالعدوان على سوريا مجرد كلام أجوف لا يعني شيئاً، ما جعل صاحب القرار الأميركي يبتلع تهديداته بالعدوان.
لقد ترسخت العلاقات الروسية – السورية وعلى كافة الصعد السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاستراتيجية بشكل عام.
وانتصرت إيران بانتصار سوريا وانتصر كل مقاوم في مواجهة المشاريع المعادية الأميركية – المتصهينة أو تلك التي ربطت مصالحها ووجودها بوجود الأعداء، فهانت عليها عروبتها ورضيت بالتبعية ومارست دور الأداة بكل هوان.
لقد ربح حلفاء سوريا أيضاً في جولة المواجهة من خلال مكاسرة الإرادات، وروسيا اليوم بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين أصبحت اللاعب الدولي الأول وهي تفاوض مع سوريا العروبة في مواجهة مشاريع الأعداء.
سوريا اليوم أقامت توازن جديد للردع قوامه محور المقاومة من الناحية الإقليمية وعمق دولي يتمثل بدول “البريكس” وعلى رأسها روسيا والصين وبقية الدول التي أرادت بناء اقتصادها ومناعتها بعيداً عن الاحتكارات العالمية والرأسمالية المتوحشة، واختارت الطريق الأسلم من خلال بناء علاقات متوازنة مع دول العالم التي تتبنى خيارات موضوعية في بناء قدراتها الاقتصادية والسياسية تعود بالنفع على مجمل تلك الدول بعيداً عن الهيمنة العالمية التي تتزعمها الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري.