
وصول «كيري» إلى اوروبا من أجل الترويج للضربات على سورية
هل بدأ العد العكسي للعدوان الأميركي – الغربي على سوريا؟ كل المؤشرات تؤكد أن قرار الحرب قد اتخذ من قبل الرئيس أوباما لكنه يحاول أن يكسب الوقت بذريعة موافقة الكونغرس الأميركي، وهو الذي صُعِق من تصويت مجلس العموم البريطاني ضد الضربة إلا إذا تمت بقرار من مجلس الأمن الدولي.
الجانب الآخر في تردد الرئيس أوباما يعود الى توقع رد سوري فوري على العدوان وما ستتبعه من تداعيات في المنطقة بأسرها، خاصة وأن الجيش العربي السوري سجل انتصارات هامة في حربه على الأدوات المأجورة والمرتزقة، أوباما اليوم يحاول “مغازلة الحرب بالوكالة” من جديد عبر إعطاء تلك الأدوات فرصة جديدة للقيام بدورها.
ويحاول الرئيس الأميركي باراك أوباما اللجوء الى الخدعة والتمويه لتمركز قواته في المنطقة بشكل أكثر وضوحاً، وهو يتحدث عن ضربة محدودة هدفه بذلك خداع الرأي العام الأميركي والعالم بأسره، لكنه في نفس الوقت طلب من “البنتاغون” أركان الحرب الأميركية توسيع بنك الأهداف المستهدفة في سوريا، وهذا يعني أنه ذاهب الى الحرب دون رجعة والمقربون منه قالوا: إذا لم تهاجم واشنطن سوريا هذا سيقوض مصداقية الولايات المتحدة، واللافت أيضاً أن وزير خارجيته جون كيري قال، إن دول في المنطقة تريد أن تشارك في الضربة.
إذا كانت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة ونتائجها التي نشرت قالت بأن 51 % من الأميركيين يعارضون الضربة مقابل 36 % يريدونها، وهذه نسبة معارضة أكبر من تلك التي سجلت في حروب الخليج 1991، وكوسوفو 1999، وأفغانستان 2001، والعراق 2003، وصحيفة واشنطن بوست قالت “إن 224 من أعضاء مجلس النواب من أصل 433 اتخذوا موقفاً ضد الحرب أو يميلون الى هذا الموقف ويقولون ذلك ولا يترددون” أي أن كل الوسائل سلبية تجاه الحرب على سوريا، ما الذي يريده أوباما في هذه الحالة؟
الرئيس الأميركي باراك أوباما جند نفسه في خدمة الصهيونية وهو ذهب بعيداً في توجهاته، وهو يرمي الى حماية الكيان الصهيوني أولاً، وتوجيه ضربة قوية تستهدف الجيش العربي السوري والدولة السورية وهدفه جعل “إسرائيل” جزء طبيعي في المنطقة وهو يرمي الى تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وإعلان “إسرائيل” دولة يهودية مع وجود طبيعي لها في المنطقة، وليس صدفة أنه تمّ شطب سوريا من الجامعة العربية بأمر أميركي لتلك الأدوات التابعة التي ذهبت الى واشنطن وهي تحمل مشروع تصفية القضية الفلسطينية، في الوقت الذي كانت تشن الحرب على سوريا عبر تلك الأدوات، لكن صمود سوريا وانتصارها أفقد الرئيس أوباما توازنه ويريد اليوم القيام بهذه المهمة من خلال عدوانه على سوريا وما تشكله في ضمير كل مقاوم في أمتنا.
أوباما اليوم وقع في الفخ الذي نصته له الصهيونية العالمية، وهو يحاول الحفاظ على أمجاد امبراطورية أميركية أرهقتها الحروب على حساب دم السوريين وكافة العرب ومصالحهم، وهو لن يحقق أهدافه وعدوانه.
والسؤال، على ماذا سيصوت الكونغرس الأميركي اليوم وهو يعلم أن سوريا وحلفاءها جاهزون للرد الفوري على العدوان؟
محمود صالح