تلوح في الافق بوادر عدوان اميركي وشيك على سوريا ، بعد ان تسربت معلومات تشير الى أن وزارة الدفاع الأمريكية تعكف على التحضيرات الأساسية لتوجيه ضربة بصواريخ “كروز” من البحر للجيش السوري، مما يزيد من تعزيز وجود البحرية الأمريكية في البحر المتوسط .
لا شك أن مزاعم الادارة الاميركية عن استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام على نحو ما جرى في الغوطة الشرقية لدمشق، أعطى مبرراً قوياً لاوباما للتدخل العسكري، بعدما راحت ادارته تتردد علناً الوقوع في المستنقع السوري منذ ما يُقارب العامين وأكثر . وذلك منذ اندلاع االازمة في سوريا بطابعها السلمي في مرحلتها الأولى، وانتقال هذا الطابع إلى آخر أفضى إلى “عسكرة” هذه الازمة في مرحلة تالية، بفعل تورط دول غربية وعربية وخليجية بتسليح الجماعات التكفيرية في سوريا .
وفي هذا الصدد تشير التعليقات العسكرية الى ان احتمالات التدخل الأمريكي العسكري في سوريا تظل مرهونة بأمرين اساسيين ، يصاحبهما وقفة كاشفة تؤشر إلى أن أوباما حتى هذا الوقت لا يميل إلى المغامرة خصوصاً بعد اهتزاز التحالف الغربي الذي كان يسعى إليه بعد خروج بريطانيا منه ،وهذان الامران : الأول سياسي، والأخر عسكري، وفي كلييهما يظل حسبان قوة الدفاع من سوريا أو حتى من حلفائها على أي عدوان عسكري أمريكي، مهما كان نوعه وحجمه، ميزاناً للقرار الأمريكي إقداماً أو تمنعاً، وهذا الأمر من الممكن إدراكه واستطلاعه من قبل دوائر الاستخبارات الأمريكية والغربية الحليفة، التي تبني معلوماتها على حقائق متداخلة أو على تجارب قريبة زمنياً ومناطقياً، كما حصل في العراق وفي ليبيا، وربما في كوسوفو .
مهما يكن فإن العدوان العسكري الأمريكي إذا ما حصل، فلن يمر من القنوات الدبلوماسية الأممية، وتحديداً من مجلس الأمن، بسبب الفيتو الروسي والصيني ، لذلك فإن واشنطن ربما ستعمد إلى تنفيذ خيارها العدواني من خارج هذه القنوات إذا ما أرادت، وكما فعلت في السابق، وأن مثل هذا التدخل سيكون محدوداً، كونه سيطول أهدافاً منتقاة، ستتضمن المستودعات والمنصات التي تستخدم لإطلاق الأسلحة الكيماوية،على حد قول رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي .
^