التقت السياسة الخارجية الأمريكية مع الدعوات التكفيرية “الجهادية” عند نقطة تقاطع تقوم على احلال القتل والخراب في البلدان العربية .
هكذا حصل في عراق ما بعد الاحتلال الاميركي ، حين تعاقبت الاداراة الاميركية ، والموساد، وكتائب التفجيرات الارهابية على أداء دور القتل والاجرام وتمزيق النسيج الوطني والاجتماعي للشعب العراقي ، والإيقاع به في حروب مذهبية وفتنوية بغيضة، لم تنته حتى اليوم، وتهدد بالتوسع في الوطن كله .
ومثل ما هو الحال في بلاد الرافدين كذلك هو الحال في سوريا منذ ان شرع الأمريكيون، بمساعدة “حلفائهم” من العرب والخليجيين ، أبواب بلاد الشام لتدفق آلاف المقاتلين التكفيريين ل “الجهاد” في دماء السوريين ، تمهيداً للفوضى والتقسيم، وإعادة تركيب البلد كانتونات ودويلات وإمارات على حدود المذاهب والطوائف والاعراق.
وهذا ما يجري يجري في شمال سيناء، الذين يحاولون فصلها عن الوطن الأم، تمهيداً لتقسيم مصر بعد احراق الكنائس، والاعتداء على الأقباط وتهجيرهم ،وكذلك الامر بالنسبة للبنان من خلال سياسة التفجيرات التي تمارسها جماعات تكفيرية وكان آخرها انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، واستهداف عاصمة الشمال طرابلس.
انه طور جديد نشهده هذه الايام حيث تعود الفتنة لتطل برأسها عن طريق أسلوب جديد: التمكين لدعاة الفتنة المذهبية، من التكفيريين، من ممارسة، أدوارهم، وتقديم مساهمتهم في هذا المسعى الخبيث، على طريقتهم الخاصة التي لا تختلف، كثيراً، عن طريقة “اسرائيل” التدميرية ، وهو يقوم على عقل فتنوي تكفيري ينفث سمومه في مناخ الفراغ الامني الذي اصبحت تعاني منه اليوم غالبية البلدان العربية.
^