بعد سقوط “الإخوان المسلمين” في مصر فقدت ادارة اوباما احد اهم اوراقها ورقتها التفاوضية لعقد مؤتمر جنيف 2، فلجأت إلى التهويل بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا .
كانت أميركا وحلفاؤها الاوروبيين والخليجيين الذين يلوحون بعدوان محتمل على سوريا يضعون شروطاً مرتفعة جداً لعقد مؤتمر جنيف2 للوصول إلى تسوية سياسية لوقف الحرب، في مقدمتها تغيير نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمجيء بنظام موالٍ لها تضمن به امن “اسرائيل “، وقد وجدت ذلك النظام التابع لها في أشخاص ما سمي “بالمعارضة” السورية في الخارج،وبالحركات التكفيرية المسلحة الذين اختارتهم ودعمتهم بالمال ليكونوا طوع أمرها.
ولكن بعد الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش العربي السوري على المجموعات التكفيرية الإرهابية ، الذين جندتهم أجهزةمخابرات خليجية ومن ضمنهم “جبهة النصرة ” “وتنظيم القاعدة” التابعين لجماعة “الإخوان المسلمين ” الجناح العسكري بقيادة الارهابي محمود عزت، الذي يحفل تاريخه بالتكفير والعنصرية والقتل، وهو على صلة بأجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية وأيمن الظواهري، وقد أصبح اليوم المرشد العام للإخوان بعد اعتقال محمد بديع.
لقد اتى انتصار الجيش العربي السوري متلازماً مع سقوط جماعة الإخوان في مصر، وهو ما يجعل هزيمة الإخوان واتبعهم في سوريا محققة، ولذلك رأت أميركا وحلفاؤها أنها فقدت جميع الأوراق التفاوضية التي تؤهلها لعقد أي تسوية بالذهاب إلى جنيف2 تحقق لها أي مكسب سياسي او ميداني ، فلجأت إلى التهديد باستعمال القوة، حيث أوعزت غرفة العمليات المشتركة في الاردن التي تدير الحرب على سوريا للمجموعات التكفيرية لإطلاق صاروخين يحملان مواد كيماوية سامة سامة على منطقة “الغوطة”، ليتخذ أوباما من ذلك مبرراً باستنفار أساطيله البحرية وتهديد سوريا بضرب أهداف حيوية فيها بصواريخ «كروز»، وان كان القمر الروسي قد فضح مسبقا المؤامرة الاميركية بتصويره المنطقة التي انطلقت منها المواد الكيماوية، وهي منطقة كان يوجد فيها الوية تكفيرية مسلحة ، هذا فضلا عن عثور الجيش العربي السوري على مواد كيماوية بعد تحرير تلك المنطقة من أيدي أولئك الإرهابيين والكشف عن الجهة الخليجية التي زودتهم بالمواد السامة والتي حصدت الاف الجثث من الاطفال والنساء والشيوخ.
ان التهديد بضرب سوريا واستنفار الأساطيل الاميركية ما هو إلا محاولة لإظهار هيبة واشنطن بعد الهزائم التي منيت بها في افغانستان والعراق ، ولن تكون قادرة على ضرب دمشق ، لأن دمشق ليست طرابلس الغرب فلم يعد لها من وسيلة لحفظ ماء وجهها امام اعوانها ووكلائها سوى أخذ المنطقة إلى حالة الهاوية، لعلها تحصل على أي ورقة تذهب بها إلى اجتماع جنيف2 قبل حسم المعركة على الأرض لمصلحة النظام في سوريا .
^بشار الاسد