يدرك اهالي الضاحية وطرابلس ومعهم جميع اللبنانيين ان عمليات التفجير الارهابية التي طاولتهم ، ليست الا من صنع يد تكفيرية واحدة تمتهن الارهاب لزعزعة الوضع اللبناني.
تصدرت عمليات التفجير الاجرامية التي حصلت في الضاحية ومدينة طرابلس عناوين الصحف المحلية والعربية عقب حصولها، ليست لأنها الأولى، وكانت قد سبقتها مع بداية شهر رمضان عمليات ارهابية غادرة في عدة مناطق من قلب لبنان، بل لكون هذه العمليات الارهابية والترهيبية والواضحة الأهداف هدفها اشعال شرارة الفتنة في لبنان الذي يشكل ارضا خصبة للنزاع السياسي وللمحاور الاقليمية انغمست فيها معظم الاطراف الداخلية.
ومن تسنت له متابعة ردود أفعال المواطنين ولسان حالهم، سواء من الضاحية او من عاصمة الشمال ، يستطيع أن يلمس صدق التعبير على الوجوه وعلى ألسنتهم وقلوبهم، فالمواطن الذي يقطن الضاحية من اطفال ونساء ورجال وشيوخ واطفال عبّر عن غضبه وعن حزنه لما حدث في طرابلس، والمواطن الذي يقطن طرابلس عبّر عن إدراكه ووعيه بأن عملية التفجير الارهابي ليست الا من صنع يد واحدة تزرع الفتنة وتشعل الفتيل في بلد ارتضوا كلهم العيش فيه سوية، كذلك المسيحي والدرزي ، كلهم كشفوا اللعبة القذرة التي يتقنها أهل التكفير والإرهاب.
فجريمة طرابلس التي استهدفت بيوت الله والمصلين والابرياء ليست الاولى في لبنان، فقد سبقتها متفجرة كنيسة سيدة النجاة في منتصف التسعينات، وما ترتب عنها من تداعيات في الصف المسيحي والوطني، لكننا نأمل ان تكون الأخيرة، كما نأمل أن تلقى دعوة الضاحية وطرابلس عبر عقالهم من المشايخ ، التي حثت اللبنانيين جميعهم على تغليب لغة العقل وتحصين لبنان واللبنانيين من أي تداعيات اقليمية، ترسيخا لأمنه الداخلي وحقنا لدماء شعبه الآمن الصدى الحقيقي لدى جميع اللبنانيين ، ذلك ان لغة العقل هي التي تبني الأوطان، ولغة الغرائز هي التي تهدمها.
^