هنالك الكثير من النقاط الجدير بالتوقف عندها في خطاب سماحة السيد حسن نصرالله الذي انطلق من خلفية سياسيّة واضحة مفادها أنّ الدول العربية والخليجية والغربية التي تموّل الحركات التكفيرية في المشرق العربي قد سمحت لها بتحويل نشاطها الاجرامي الى لبنان، وهذا تحوّل خطير ينذر بضغوطات دولية مرتقبة على حزب الله من اجل الانسحاب من المعركة الدائرة في سوريا وبالتالي ترك الساحة للتكفيريين الذين يريدون اخذ الساحة العربية والاسلامية رهينة لمواجهة المعتدلين من السنة والشيعة دفاعا عن خياراتهم المبرمجة خليجيا.
لا شك بأن السيد نصرالله قد وضع الاصبع على الجرح حينما غمز من قنوات خليجية واوروبية واميركية التي وضعت لنفسها خارطة طريق مرسومة وأهدافها واضحة، وأبرز تلك الأهداف يتمثّل بمنع الحزب من التحوّل الى قوةً عسكرية وازنة يحسب لها حساب عند إعادة ترتيب أوضاع المنطقة، في مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي.
اراد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ومن خلال خطابه الأخير أن يدق جرس الانذار في الداخل والخارج حين حذر من محاولات جر الفتنة و”عرقنة لبنان”، من خلال التذكير بما يجري في العراق من قتل وارهاب وسيارات مفخخة ونشاطات تكفيرية،لذلك كان مصرا على اجتثاث البؤر التكفيرية التي تنفذ اجندة اسرائيلية ضد اللبنانيين، واشادته بدور الجيش الوطني ، وقادته، ورموزه، والتأكيد على دوره في القبض على الشبكات الارهابية والجماعات التكفيرية التي تعبث بامن واستقرار البلاد.
محليّا، لا تزال الابواق الارتدادية على خطاب السيّد خجولة، لكن هناك إجتماعات، ولقاءات، وإتصالات تتمّ في السرّ والعلن، هدفها واحد،الهجوم على سلاح المقاومة والوقوف بقوّة ضدّ مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا، والتعويل على الدورالتخريبي الذي يمكن أن تلعبه جهات خليجية على الساحة اللبنانية وما البيان الختامي الاخير لمجلس التعاون الخليجي سوى مؤشر واضح على هذه الفرضية.
^