لا اعتقد أن سوريا علي طول تاريخها عايشت مشهدا فوضيا مثل ذلك المشهد الراهن الذي بلغت فيه مظاهر القتل والدمار مرحلة يصعب السكوت عليها تحت أي ذريعة وباسم أي مسمي.
فبئس الحرية والاصلاح وبئس الديمقراطية وبئس حقوق الإنسان إذا كان منتوجها غياب الأمن والاستقرار للوطن والمواطنين على حد سواء.
إن مشاهد الفوضي المتعددة تحت رايات تكفيرية بلغت معدلات غير مسبوقة في الأسابيع الأخيرة ولم تعد هذه المشاهد الفوضوية مجرد تهديد للدولة ونظامها الحاكم بل أصبحت تهدد المجتمع بكل أطيافه سواء في ضرب الاقتصاد الوطني وترويع المواطنين أو تهديد البنية الداخلية وهدم المكتسبات الثقافية والفكرية المتوارثة.
نقول وبكل وضوح بأن سوريا تواجه عدوانا هو الأشد والأشرس في تاريخ البشرية وهو عدوان قادم من الخارج عبر التحريض والتمويل والتطرف واستدراج جماعات تكفيرية مسلحة تتوسل العنف والإرهاب سبيلا لفرض إرادتها بدعاوي مغلوطة تحمل اسم “الجهاد” حيث يطلق علي مرتكبي الجرائم ـ في وسائل اعلام غربية وعربية ـ اسم الجهاديين فيما هم في الحقيقة خوارج وإرهابيين متطرفين أبعد ما يكونون عن الاسلام والوطنية.
سوريا تعيش هذه الأيام لحظات فارقة تستوجب انتفاضة مجتمعية واسعة يتصدرها المثقفون والمفكرون لدحر هذه الهجمة الشرسة التي لو قدر لها النجاح فإنها ستمثل كارثة سياسية وأمنية واقتصادية ثقيلة وستكون لها انعكاسات مأساوية علي المستويات الإنسانية والثقافية والحضارية.
إن سوريا أكبر وأهم وأبقى من أي تيارات تكفيرية تتصارع على الحكم تحت رايات “الجهاد” أو داخل العباءات التكفيرية وعلى الجميع أن يتحمل كامل المسؤولية لدرء خطر استمرار الفوضي والتسيب والانفلات والبدء بكل إجراءات المحاصرة والاحتواء لمجمل نزعات التطرف حتي يمكن اقتلاع شأفة الإرهاب تماما من فوق أرض سوريا وجوارها العربي .
^