عادت السلطة الفلسطينية من جديد الى المفاوضات مع الكيان الصهيوني وإختارت عدم البحث عن بدائل أخرى.
دواعي اختيار هذا المسار ليست مقنعة، والقول إن المفاوضات تستطيع أن تبقي القضية حية لا تستقيم مع الوقائع على الأرض، ومن يتوقع ضغطاً أميركياً وأوروبياً على الكيان الصهيوني يجهل أن هذا الكيان ثكنة متقدمة للدول الاستعمارية في منطقتنا العربية، وعشرون عاماً من المفاوضات كان الضغط يوجه على الجانب الفلسطيني كي يقدم تنازلات جديدة، وكذلك يتجاهل دعاة التفاوض، كم هو الفرق بين استيطان بغطاء من عملية سياسية تشارك فيها السلطة الفلسطينية ويهبط سقفها السياسي باستمرار وبما يمنحه من الشرعية، وبين استيطان يقاوم بكل قوة.
العدو الصهيوني يستفيد من عامل الوقت ويراهن عليه، وخيار المفاوضات تترتب عليه اتفاقات والتزامات سياسية وأمنية واقتصادية، وأوجد نظاماً سياسياً هو “سلطة حكم ذاتي” محدود، تحت الاحتلال، وترتب عليه إصدار وإيجاد شبكة من القوانين والسياسات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأفراد وشرائح أصبح لها ثروة ونفوذ بفضل اتفاق أوسلو، ونلاحظ بأن موازنة السلطة ومخططاتها للمشاريع السابقة واللاحقة تصب في مصلحة تلك الشرائح المستفيدة، وتدفع الى استمرار اتفاق أوسلو والتزاماتها وخصوصاً اعتماد المفاوضات الثنائية كأسلوب وحيد، ووقف المقاومة ونبذها.
وتستمر السلطة الفلسطينية في التمسك بالتزاماتها في اتفاق “أوسلو” بالرغم من الكارثة التي أوصل القضية الفلسطينية إليها وخصوصاً التنسيق الأمني.
والسؤال، أين المجابهة التي من دونها لا يمكن تغيير موازين القوى وإنهاء الاحتلال، أين الخيارات البديلة من تلك المفاوضات العبثية، وأين أوراق القوة والضغط الفلسطينية في ظل واقع رسمي عربي هو الأسوأ.
وفي ظل مؤامرة دولية تستهدف إضعاف سوريا وتصفية القضية الفلسطينية وتدمير ركائز القوة في أمتنا، وكان من الأجدى إحياء المشروع الوطني الفلسطيني ووحدة الشعب والقضية والأرض وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس كفاحية وتقييم المرحلة السابقة وتوفير عوامل الصمود على أرض فلسطين وكذلك إلغاء ملف المفاوضات برعاية أميركية انفرادية وإلغاء دور شاهد الزور “اللجنة الرباعية الدولية” الذي ثبت فشله وارتهانه للمشيئة الأميركية والصهيونية، أين دول الاتحاد الأوروبي من المجازر الصهيونية بحق شعبنا في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والسودان وغيرها، تلك الدول مرتهنة للمشيئة الصهيونية وهي تساعد الكيان وتصدر القرارات والاتهامات الباطلة الى منظومة المقاومة في أمتنا والهدف مساعدة الكيان الصهيوني رأس حربتهم في منطقتنا.
محمود صالح