نزل الاتحاد الاوروبي من منصة كان عليها وهي منصة التمايز عن الموقف الاميركي وذلك على غير اختيار بالطبع، ليعتلي منصة أخرى هي منصة الخطابة والتحريض والتكفير والارهاب وإطلاق نيران التهم والبغضاء على من يختلف مع “اسرائيل “.
هي بالفعل نقلة في التحول السياسي وفي التلون في الموقف يصعب استيعابها وهضمها نظراً لأن عدد من دول “الاتحاد” كانوا بلا لون سياسي خلال السنوات الماضية . لقد سكت بعضهم عن الاحتلال الاميركي لافغانستان والعراق ولم يكونوا معنيين ب”الربيع العربي” وانعكاساته على اوضاع الفئات الفقيرة والمسحوقة ، وكان همهم إرضاء الدولة الصهيونية ورعاية الاتفاقيات التي تحميها ،هذا فضلا عن مساهمتهم في رفع لواء “الاخوان المسلمين” الذين حاولوا ارتداء كل اشكال الثورة والجهاد والتغيير الجذري للوضع في مصر، وذلك لتعديل صورتهم شعبياً ومسح سلبياتهم ولكن سرعان ما كشف الشعب المصري عن عوراتهم قبل ان يطيح بهم الى مزبلة التاريخ.
أما ادراج “الجناح العسكري ” لحزب الله على لائحة الارهاب فهو المقدمة الاوروبية الأساسية في تعبئة المجتمع الدولي ضد ثالوث الشعب والجيش والمقاومة الذي بذل الدماء في سبيل الحفاظ على الارض والعرض في مواجهة العدوان الاسرائيلي ،متناسين ان دم الشهداء نار تحرق قلب كل المتآمرين الذين يأتمرون بأوامر “اسرائيل” واعوانها في المنطقة ،كما إن الهدف من القرار الاوروبي لن ينجح بالطبع بتشويه صورة حزب الله والنيل من شرفه المقاوم والدعاء عليه وتصويره على أنه ملوث اليدين بالدماء وأنه صنو للحركات الارهابية في العالم !
هكذا نجحت دول خليجية باقناع دول الاتحاد الاوروبي بوضع لبنان على طريق سواه من بلدان عربية أخرى في الجوار،لتصبح المعادلة واضحة: فإما حكم التكفيريين وإما العنف والطوفان !
^