ما تقوم به جماعة “الاخوان المسلمين ” من أعمال إرهابية في جزيرة سيناء، هو استهداف مباشر لكل مظاهر سيادة الدولة المصرية، وضرب لنقاط حفظ الأمن، مما يضع ملامح لعملية منظّمة تقودها تقودها هذه الجماعة بالتنسيق مع “اسرائيل” بهدف تحويل سيناء إلى خاصرة ليّنة، يتم من خلالها إضعاف الدولة المصرية وإشغالها في الرد على مصادر النيران، وعلى وقع حالة الاستقطاب السياسي الحاد .
ومن الناحية الاستراتيجية تعتبر جزيرة سيناء الخط الدفاعي الأول عن مصر من الجهة الشرقية، وهي الواقعة على الحدود مع فلسطين المحتلة، وهي أيضاً الصحراء الشاسعة التي عانت على الدوام من غياب السلطة المركزية عنها الامر الذي ساهم في تشكيل عصابات الاجرام والقتل والسرقة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي نشطت مؤخرا عقب سقوط حكم “الاخوان” في مصر.
ولكن من المستفيد من تحويل سيناء إلى هذا النموذج من عدم الاستقرار ؟ ومن المهتم بجعل هذه المنطقة مجالاً حيوياً لمختلف أشكال الجريمة وملجأ لجماعات إرهابية او اخوانية أو تكفيرية؟ ولماذا لا توجه أصابع الاتهام إلى المتهم الأول في محاولة إضعاف مصر وضرب استقرارها وموقعها القومي؟ولماذا تتحوّل الأنظار دوماً عن دور” اسرائيل” في استهداف مصر من بوابة سيناء؟
لا يستطيع عاقل إغفال حقيقة أن “إسرائيل” هي المتهم الأول، في ضرب استقرار مصر، وإضعاف وجودها ، لاعتبارات عدة، على رأسها الخوف من استعادة مصر دورها التاريخي في المنطقة العربية، وعودتها إلى المشهد الإقليمي والدولي كقوة رائدة، وما يعنيه ذلك من اختلال لموازين القوى ضد مصلحة ومخططات الكيان المحتل، وهذا الأمر كاف لاستجلاء حقيقة أن الأخير متورط من دون شك في ما يحدث .
على جوانب أخرى، نجد مستفيدين آخرين داخليين من استمرار الوضع على ما هو عليه في سيناء ، كونه يحقق لهم مصالح ذاتية مادية ومعنوية، لكن السواد الأعظم من أهل سيناء يرزح فعلياً تحت ضغط هؤلاء “المستفيدين”، الامر الذي يتطلب من الحكومة الجديدة الاسراع بوضع خطة للتطوير والتنمية وتلبية المطالب وحل المظالم والمشاكل بمعنى آخر استعادة السيادة على سيناء من بوابة التنمية والتحديث من جهة، ومن خلال إحلال الأمن والاستقرار من جهة أخرى، حتى تفشل مخطط تحويل هذه المنطقة الحساسة إلى ممر ومقر للعابثين بأمن واستقرار ام الدنيا .
^