وقفت سوريا عقبة أساسية من الناحية العسكرية والسياسية في وجه المخططات الاستعمارية التي تقوم بها الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري، ونحن في الذكرى السابعة لحرب تموز 2006 التي أراد الأعداء منها تدمير وشل قدرات المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان تمهيداً لضرب سوريا وما تمثله من عمق استراتيجي وكدولة مقاومة وممانعة.
نتائج تلك الحرب أذهلت الأعداء وأربكت الجانب الأميركي وآداته الصهيونية وحارسة مصالحه في المنطقة وبعض المرتبطين بتلك الأجندة من عرب النفط والغاز.
ونحن في ذكرى السابعة لإنتصار المقاومة في لبنان نقف مع سوريا اليوم التي تصمد وتقاوم الهجمة وتقدم التضحيات للحفاظ على كرامة الأمة معها كل الشرفاء في أمتنا، وبينما كانت الولايات المتحدة تمهد لإخضاع مصر العروبة لمخططها الخطير، إذ بتطورات مصر الداخلية اعتباراً من (30 حزيران 2013) تغيّرت معطيات الوضع في مصر وفي المنطقة بحكم أهمية دور مصر ومكانتها العربية والدولية، وبعد أن كانت الولايات المتحدة قد قطعت أشواطاً بعيدة في تنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط بمساعدة قوية “مالية وديبلوماسية وأحياناً عسكرية” من جانب حلفاء الولايات المتحدة المقربين في المنطقة وخاصة دول الخليج، نجدها اليوم في الموقف المرتبك الذي تلقى صفعة قوية أربكت مخططاته.
نجحت ثورة يناير في موجتها الثانية من إزاحة جماعة “الإخوان المسلمين” من الحكم، وأدت الى تداعيات مازالت متواصلة، أصبح محمد مرسي جزءاً لا يتجزأ من الماضي وعقارب الساعة لن تعود الى الوراء.
وليس خافياً بأي حال، أن أميركا تلعب الدور الأخطر، وهي بدأت ومستمرة في أن تؤدي دوراً موازياً في سوريا ومصر في وقت واحد، ويمكن القول، إن صمود سوريا وتصديها للهجمة الأميركية وأدواتها المحلية فعل فعله في مصر العروبة، تحرك جيش العبور ووقف الى جانب شعب مصر العظيم في لحظة تاريخية هامة وبالغة الدقة.
تلقى تيار الإسلام السياسي ضربة قوية بعد أن تغلغل عقوداً من الناحية الفكرية والعقائدية، وجماعة الإخوان المسلمين هي التنظيم الأكبر للإسلام السياسي على مستوى العالم وفرعها في مصر يقود التنظيم الدولي المتعدد الصلات.
كل الأنظار اليوم تتجه الى دمشق والقاهرة وهي تواجه الاحتمالات كافة، نحن أمام لحظة الحقيقة بعد أن توقف الزمن عند فاصلة هامة، اجتمعت مصر وسوريا (الإقليم الجنوبي والشمالي) فكيّ كماشة تعني وحدة الأمة جمعاء.
إنها الفرص المثالية وهي سانحة بامتياز.
محمود صالح