في التاسع من حزيران ، وقبل يوم واحد على بداية شهر رمضان الفضيل تسلل ارهابيون الى الضاحية الجنوبية لتنفيذ اوامر خارجية بتفجير مرآب في منطقة بئر العبد المكتظة بالمارة .
عملية التفجير الارهابي استهدفت تحديدًا، احد معاقل حزب الله ، “، وقد حصدت العشرات من الجرحى معظمهم من النساء والاطفال .
صحيح أننا إزاء جريمة متكاملة الأركان، ودماء حرام، تدمي قلب، كل مواطن شريف، وتوجع ضمير، كل حر، بغض النظر عن موقفه السياسي، والأغلب أن المعتدين أفرطوا في العنف، لكن التفكير في الجريمة، باعتبارها “فعلًا ارهابيا ” في المقام الأول، قد يستقيم، مع الأخذ بتصريح احد المقربين من الجيش السوري الحر واعترافه بالتورط في تفجير بئر العبد ، الامر الذي يجعلنا ننطلق من سؤال: لماذا يقترف هؤلاء هذا الإثم العظيم؟
إن ترديد “عبارات معلبة”، على شاكلة: جيشنا الوطني، وحماية السلم الاهلي وتعزيز الامن والاستقرار وعدم الانجرار وراء الفتنة من قبل جماعة 14 آذار لن يجدي نفعًا، في تأويل المشهد الضبابي، فهذا كلام عاطفي ليس اكثر ولن يحمي المواطن مادام تيار المستقبل يمعن في دعم التكفيريين وتأمين الحاضنة السياسية لهم في طرابلس وعرسال وصيدا وغيرها من الاماكن .
في البحث الجنائي، يقال: فتش عن المستفيد، من الجريمة، ويبدو أن الاستفادة من الدم الحرام، لن تعود إلا على المتربصين بأمن المواطن واستقراره ، الذين يحاولون باستماتة التعرض لارواح المدنيين ونشر المأساة، بتفجيرات تمعن في الفجور، إلى درجة التدخل الارهابي في بلد محوري يقف الى جانب الشعب السوري في مواجهة الحركات التكفيرية المسلحة .
والمؤكد أن هذا التفجير لن يجد آذانا صاغية، وهذه حقيقة، يفهمها قيادات الجيش السوري الحر يقينًا، فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والتدخل الارهابي في بلد محوري، مثل لبنان ، ليس قرارًا تستطيع “اسرائيل” واعوانها في المنطقة تمريره، نظرًا لتعقيدات، تتعلق بموقفهم الهش أمام الرأي العام العربي ، بعد أن بددوا المليارات، تنفيذًا لمخطط تحويل الربيع العربي، من ثورات حرية، إلى حروب طائفية، تؤدي إلى تقسيم المقسم، وتفتيت المفتت.
إن جماعة التكفيريين ، ذات التاريخ، الذي يمعن في الارهاب ، قد سقطوا حتميًا، وصار أمرهم مقضيًا، ولعلهم لن تقوم لهم قائمة، على المدى القصير، والمتوسط، بعد سقوط “الاخوان المسلمين ” في مصر وربما يصبح إقصاؤهم من الحياة السياسية في عدد من البلدان العربية ، رصاصة رحمة، تجهز عليها، الأمر الذي يؤرق العديد من المحافل الدولية ، كون إقصاء الإخوان، في مصر، سيشعل بالضرورة، ثورات تجتث التنظيم كليا، من المنطقة بأسرها.
إذن.. فلتكن الدماء التي سالت بالامس في بئر العبد ، محطة وطنية تخرجها جماعة “مجدليون “من جعبتها، فتكسب شيئًا، بعد أن خسرت الكثير، في مقامرة مجنونة.
^