من المضحكات في هذا الزمن العجيب أن تجد من يحاول في جماعة 14 آذار التعامل مع اللبنانيين بطريقة من الغباء والسذاجة وفي اعتقادهم ان المواطن لم يعد قادرا على التمييز بين الصدق والكذب والمراوغة، ولم يعد راغبا على التعايش وقبول الآخر المختلف معه حسب اعتقادهم في كل شيء !
الحقيقة الواضحة والتي يعلمها جميع اللبنانيين نخبة وعامة أننا لم نرَ أياً من هؤلاء الذين أصبحوا قيادات وأعضاء ونواب ووزراء في “حزب المستقبل” يوماً في تظاهرة ضد غلاء المعيشة والفقر والبطالة لكنهم في الحقيقة هم الفريق الذي زج لبنان في اتون المديونية العامة وتوريط البلد باستحقاقات مالية وارتهانات سياسية لا تحصى ولا تعد.
الحقيقة أنه فور إعلان الجيش عن سقوط ظاهرة “الاسير” هرولت قيادات 14 آذار على الرغم من إدعاءاتهم المستمرة التبرؤ من “احمد الاسير” واعماله الإرهابية للاجتماع في دارة الست “بهية” في مجدليون تنديدا بدخول الجيش الى “عبرا” وتطهير مدينة صيدا من “انفلونزا” الاسير مما حدا بأحد المرجعيات الصيداوية لوصف الامر بالمريبً والمخيف والخطير وغياب حسن النوايا عند حزب المستقبل.
اليوم بات كل شيء واضحاً للجميع .. فحزب المستقبل يلعب بالنار التي ستحرقة كما حرقت “الاسير” الذي سبقه.. حيث يعتقد أنه بعد الظاهرة “الاسيرية” سوف يحل في صدارة التيارات “الرجعية” ويركب المشهد السياسي بفرضه أسماء ” تكفيرية” في ادارة الدولة الآن ويكون هو صاحب الفضل عليها ليضمن ولاءهم إليه ..
لكن هيهات فقد تعلم اللبنانيون الدرس جيداً ولن يلدغ هذا الشعب المؤمن من جحر الخيانة مرتين .. هؤلاء من أصحاب اللحى المائلة آن الأوان أن يتركونا نبني البلد كما نشاء .. فقد أخذوا فرصتهم كاملة وفشلوا أمام المواطن في كل شيء بعد أن وضع آماله وأحلامه ومطالبه في ساحة الشهداء عام 2005 بين أيديهم .. كونوا لبنانيين أولا بحق ووقتها سيعطيكم المواطن فرصة أخرى في أن تحكموه.
آن الأوان يا ست “بهية” أن تطفئي نور التكفير والظلامية وتعيدي الحق لأصحابه في صيدا .
^