المتتبع لمجريات الأحداث في مصر العروبة بعد عام على حكم “الإخوان المسلمين” يدرك تماماً بأن مصر العروبة بشعبها وجيشها أخذت قرارها وبقوة وقالت بكل وضوح، إن حكم الإخوان انتهى الى غير رجعة.
خرجت الملايين يوم 30 حزيران معلنة بأن ثورة “25 يناير” 2011 مستمرة حتى تحقيق أهدافها وقالت للحاكم المرتهن محمد مرسي، إرحل انتهت المسرحية، والشعب المصري اليوم خرج عن صمته وركونه بعد أن جرب حكم “الإخوان” وكشف مدى تبعيتهم وارتباطهم بالعجلة الأميركية والصهيونية.
مصر اليوم تعرف طريق خلاصها من حاكم مستبد جاءت به الألاعيب الأميركية التي أرادت مصادرة تطلعات المصريين نحو الحرية والتحرير من التبعية وتمزيق معاهدات كامب ديفيد السيئة الصيت التي رهنت مصر ودورها العربي والإقليمي مقابل حفنة من الدولارات الأميركية المنهوبة من نفط العرب.
مصر في صدارة الأحداث العربية والدولية، وهي تقول كلمتها لا للأدوات الأميركية والصهيونية، إرحل، هذه مصر العبور والتضحيات، قلب الأمة وأم العرب وليست حارساً لأمن الكيان الصهيوني.
الشعب المصري وجيشه العظيم يقول لكل مرتهن من أمراء ومماليك النفط، مصر غالية، لا تباع للأجنبي، ولا يمكنكم شراء تطلعات المصريين نحو التحرير والخلاص، الكرامة الوطنية ودور مصر وتاريخها يؤهلها لتكون في صدارة هذه الأمة المتطلعة لأخذ دورها الريادي في صنع الحضارة وبعيداً عن كل أشكال الهيمنة الاستعمارية.
مصر ليست وحدها، ومعها كل الشرفاء في أمتنا، وهي اليوم تكسب الرهان، مصر لن تقبل الهوان وهي ترفض أن تكون أداة بيد حاكم ظالم مثل مرسي رهن بلاده للشيطان الأميركي – الصهيوني من أجل مكاسب ذاتية خاصة لفئة تآمرت على الأمة بأسرها.
ظن الحاكم المستبد في مصر “نظام محمد مرسي” أن بإمكانه أن يسير في ضلاله الى ما لا نهاية واهماً بالدعم الأميركي وبعض أدواته العربية، بالأمس حاول هذا التدخل في شؤون سوريا العروبة التي بقيت عصية على الأعداء وهي تواجه حرباً كونية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، لكن مرسي وجماعته فوجئوا بالرد من الجيش المصري وأبطال العبور الذين رفضوا الانصياع لمشيئته الصادرة من أعداء الأمة.
نحن اليوم أمام محطة هامة وتاريخية في تاريخ هذه الأمة، هناك عملية فرز حقيقي ورؤية واضحة لدى الشعب العربي الذي اختبرته الأحداث والأزمات وعرف الحقائق ودقائق الأمور.
بدأ العملاء بالتساقط السريع، سوريا تنتصر بجيشها وشعبها وقيادتها، وأمراء قطر يغيرون الواجهة، البعض سيلعنه التاريخ، الأميركي يتدخل هناك ليحافظ على قواعده، أردوغان تركيا يواجه غضب الأتراك بكل مكوناتهم بعد أن فشلت كل نظرياته ورهاناته، حاول أن يعمم تجربة حكمه على مصر العروبة، اليوم يأخذ صفعة جامدة.
التطورات القريبة تنذر بتغيّر دراماتيكي وسريع في الأحداث، العنوان الأبرزمصر على سكة الخلاص تأخذ دورها، المنطقة بأسرها نغلي بالأحداث.
محمود صالح