من يسمع شيوخ التيارات التكفيرية ودعاتها في سوريا ولبنان ، يتصور أن الارهابي احمد الاسير مذكور بالاسم في كتاب الله، وربما يكون موصوفاً بالتفاصيل والهيئة والرسم، وأنه جاء إلى المعمورة حاملا غصن زيتون ، وان الخروج عليه هو خروج من الدين وكفر ما بعده كفر !
و23 حزيران ، لمن لا يعلم، هو يوم اعلان غالبية اللبنانيين عن غضبهم ورفضهم لعصابة الاسير وشرورها ووقوفهم الى جانب الجيش لكسر شوكة المنافقين والكافرين الذين يحاولون تشويه صورة صيدا المقاومة وبوابة الجنوب الحبيب .
فالتخلص من الاسير يا دولة تصريف الاعمال ليس تمردا على طائفة السنة الكريمة و لكن من يخرج لمناصرة الاسير الذي يوجد برقبته دماء العشرات من الشهداء في الجيش فهو مثله كافر وقاتل». هذا امرلا يقبل الشك ولا التأويل، ولا يدع مساحة واحدة لأي اجتهاد مخالف، فلا اجتهاد مع ما رأيناه بالامس من اسلحة خفيفة وثقيلة وعبوات ناسفة في دور العبادة اكتنزها الاسير في صيدا لمقاتلة الجيش اللبناني وجر البلاد الى الفتنة والتكفير تمهيدا لاقامة امارته الظلامية.
والسؤال يا دولة الرئيس : إذا كان الاختيار والمفاضلة بين درء الخطر عن الوطن ومصلحة الاسير وعصابته ، فكيف تعتقد سيكون خيار اللبنانيين ؟! وهل المهم عندك كرامة الاسير حتى لو خرب البلاد وانهارت معيشة العباد؟!
يبدو أن التيارات التكفيرية التي تمارس عنفاً دموياً في لبنان ، وقتلت وأسالت دماء مواطنين وعسكريين ، تؤمن بـ»إسلام» آخر خاص بها، هي التي تعرف أسراره ومقاصده الشرعية وأركانه، ولديها في الوقت نفسه «جهاز» كشف درجة إيمان المسلم ومدى صدق نيته ومكنون قلبه، وهو إسلام لا يعرفه أغلب المسلمين في بلاد المعمورة، ولهذا يعرفون “بالتكفيريين” وهي تسمية جديدة تماماً..
الحكاية كلها مربوطة بمحاولات جر البلاد الى زمن البرابرة واستغلال الدين للسيطرة على بلاد المسلمين ، وهؤلاء يحاولون السيطرة على مقدرات الامة ليحكموا هم باسم الظلامية على حساب التنوع والتعددية والحضارة الانسانية.
ولهذا من الطبيعي أن يكون الخروج على الاسير ليس كفراً ولا يستحق مثل هذا الانفعال الذي شاهدناه بالامس من قبل مرجع رسمي رفيع دفاعا بشكل غير مباشر عن الاسير ، كما لو كان ركناً من أركان الدين!
^