الأسئلة المتعلقة بمؤتمر جنيف 2 كثيرة وهي تنصب على النتائج المتوخاة من انعقاده، ومن المفترض أن تكون تلك النتائج بمثابة الوصفة المناسبة لإنهاء الأزمة السورية.
في مؤتمر جنيف 1 كان هناك توافق دولي لإنهاء الأزمة، ولكن اختلفت التفسيرات في قراءة ما اتفق عليه والمرحلة الإنتقالية، وهنا صلب الموضوع، وعلى ضوء هذه سيتحدد مسار جنيف 2 المعلق حتى الآن، وكذلك نتائج ما يحصل على الأرض.
وما بين جنيف 1 وجنيف 2 حصلت تداعيات كبيرة ورُسمت خارطة جديدة للمنطقة ومعادلة دولية ماتزال محل تجاذب بين الأطراف الدولية، لكن الشيء الوحيد الذي أصبح واضحاً هو حجم المؤامرة والحرب الكونية المتدرجة التي شنت على سوريا التي تشكّل أحد أضلاع منظومة المقاومة والممانعة للمشاريع الاستعمارية في منطقتنا.
وليس مفاجئاً ما حصل أن كان في مسار الأحداث أو في النتائج التي على الأرض، من ناحية حجم المؤامرة وجيوش المرتزقة والأدوات المحلية التي استخدمت، وهذه جميعها فشلت في تحقيق أهدافها، وبقيت سوريا التي قاومت بكل جدارة، أفشلت المؤامرة وحسمت الصراع لصالح الأمة بأسرها ونقصد لصالح المقاومين والشرفاء أبناء الأرض المعطاء الذين قدموا التضحيات وكان النصر حليفهم.
من هنا يمكن القول: إن مؤتمر جنيف 2 سيكون بداية ونهاية: بداية لمرحلة جديدة، سوريا وجه العروبة الحقيقي المشرق، سوريا المقاومة ومركز الصراع في المنطقة، سوريا المنتصرة وبظل قيادتها الحكيمة والشجاعة ستعرف كيف تدير الصراع بعد أن انكشفت كل الأوراق، سوريا لن تفرط بحبة تراب واحدة وستظل وفية لدماء الشهداء والتضحيات التي قدمت.
أما النهاية، فهي نهاية الأزمة وقبر كل المشاريع المعادية وأدواتها المحلية، وبعدها لا رهان إلا على قبضات المقاومين الذين أثبتوا، أن الوفاء لا يقبل التجزئة، ونحن أبناء أمة واحدة وُجدت لتبقى منتصرة بالحق.
وسوريا اليوم لا تخشى من المؤتمرات، فهي ذاهبة الى هناك وهي المنتصرة والواثقة، أما أعداء سوريا الذين خسروا كل أوراقهم، فلماذا هم ذاهبون؟ يحاولون المراوغة كما يفعل أسيادهم في دول الغرب الاستعماري، ويبدو أن الذعر قد أصابهم وهم يرون تركيا العثمانية الجديدة تغرق في الفوضى والاضطراب وتحصد ما زرعته من حقد وكراهية.
وسواء عقد مؤتمر جنيف 2 أو لم يعقد، فإن منظومة المقاومة في أمتنا بدأت تخطو خطوات جديدة مباركة وهي أصبحت بأبعاد عالمية بعد أن خلقت معادلة جديدة، وهي بدأت تحتفل بانتصاراتها.
محمود صالح