أجواء الانتصارات تخيم على أوساط الشعب السوري وحلفائه في المنطقة.
الجيش السوري يتقدم بثبات على عدة محاور، أهمها محور القصير..المعارضة لم تستطع استثمار الدعم الدولي والاقليمي لمواجهة الضربات الموجعة التي تعرضت لها على الارض من قبل النظام السوري وحلفائه ، فيما بدأت تخسر حليف استراتيجي بالنسبة لها هو رجب طيب أردوغان، الذي يواجه أزمة داخلية، غير مسبوقة، تتهدد زعامته ومستقبله السياسي، وتستهلك جلّ طاقته السياسية وجداول أعماله.
انطلاقا من ذلك فان أهمية “القصير” ومكانتها في الحرب المفتوحة في سوريا وعليها، تعني ان مشوار النظام لاستعادة سيطرته على المناطق الخاضعة للمعارضة السورية قد اصبح مفتوحا وقد بات من المؤكد تماماً أن ينجح في حسم المعركة عسكرياً لصالحه.كما أنه نجح بلا شك في دفع الجماعات الارهابية المسلحة للخلف، وأجبرها على خفض سقف توقعاتها..فالنظام والى جانبه حزب الله اليوم في وضعية الهجوم، فيما الحركات التكفيرية المسلحة في وضعية دفاع، وسيظل الحال على هذا المنوال، إن لم يحدث انقلاب جوهري في نوعية وكمية السلاح والدعم والتدريب الذي ستتلقاه المعارضة من حلفائها العرب والإقليميين والدوليين في المرحلة المقبلة.
بعد القصير، من المفترض أن يتجه النظام وحليفه حزب الله، إلى محاولة “تطهير ” المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا من الجماعات التكفيرية ، وإحكام القبضة عليها لتقطيع شرايين الدعم والتهريب والتسلل إلى الداخل السوري..من هنا يرى عدد من الخبراء ان المهمة بعد القصير، باتت أسهل بكثير، بل ويمكن القول، أن نصف الشوط نحو النصر الكبير ، قد قُطع..وستكون الأحياء والمناطق القريبة والبعيدة عن القصير والتي تسيطر عليها الجماعات المسلحة ، هي الهدف التالي للنظام وحلفائه،وتحديدا في حمص وحلب وريفها وصولا الى الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا .
انها معركة حياة أو موت بالنسبة لمحور إقليمي كامل يمتد من روسيا الى ايران وصولا الى العراق ولبنان وسوريا وفلسطين ، وليس للنظام في دمشق وحده..أما نجاح النظام في إنجاز هذه المهمة من عدمه، فهذا امر يرتبط بطبيعة الخطوة التالية التي ستقدم عليها دول غربية وخليجية وفي طليعتهم الولايات المتحدة وما إذا كانوا سيسلمون بهزيمتهم وانتصار الرئيس الأسد وحلفائه أم لا؟.
^