فقدنا رفقته منذ أن غادر ولآخر مرة منزل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ، وكان ذلك منذ اشهر ، وفقدناه أكثر، ومن دون أن يكون لنا بعد وفاته من لقاء في هذه الدنيا الفانية، حين وصلنا خبر وفاته منذ يومين .
فقدنا رفقته وضحكته وصداقته، وصوته واجتماعاته، وحرارة اللقاءات معه، منذ أن داهمه المرض فعطل قدراته على التواصل، واليوم أفقده أكثر بوفاته إثر معاناته من المرض.
هكذا هو حالنا مع أستاذنا الكبير مازن يويف صباغ الذي عاش حياته نائبا في البرلمان السوري وكاتبا وؤرخا وصحفياً متميزاً، ورفيق درب محب ومخلص لجيل بعد جيل من المثقفين والشعراء والصحفيين والقياديين اللامعين.
وهكذا هو انطباعنا عن رجل مهاب مثله حين كان يكتب، أو حتى حين كان يتحدث، أو عندما كان في موقع المسؤولية، بشخصيته المثيرة للانتباه، وثقافته وحكمته ورؤيته واهتمامه بكل القضايا بما في ذلك الإنسانية منها.
كان صباغ -رحمه الله- نموذجاً في خلقه واحترامه للغير، وأباً حنوناً على من كان يعمل معه في مجال الثقافة والكتابة ، ولم يكن ضعيفاً أو متخاذلاً أمام ما يرى أنه حق مشروع يجب أن يدافع عنه، بل إنه كان يقف صلباً وقوياً ومدافعاً بحق حين يرى أن هناك من السلوك أو التصرف ما يمس المصلحة العامة أو ينال من حقوق الآخرين.
لقد مات أحد آخر الكبار القياديين من المثقفين والصحفيين في زمن ينبغي أن يتعلم الجيل الجديد من تجربته الغنية، ومن نجاحاته الكبيرة في مجاله، بالقدر الذي تعلمه ويتعلمه من قياديين آخرين أحياء كانوا أو من الأموات.
رحم الله الأستاذ الفقيد مازن صباغ، فقد جاءت وفاته ليغيب معها مشهداً وشاهداً ورمزاً في تاريخ بلاد الامويين في عصرها الحديث، فإلى افراد اسرة الفقيد وإلى جميع زملائه ومحبيه ، وإلى الشعب السوري الممتد كامتداد سوريا وحب الوطن والانتماء بشموخ للوطن، إليهم جميعاً نقدم أحر التعازي القلبية في وفاة الفقيد الكبير.
^