ارتفعت اصوات طبول الحرب من جديد فوق المنطقة بعد قرار عدد من دول الاتحاد الاوروبي تسليح المجموعات الارهابية ، باسلحة وصواريخ متطورة وبعد قرار روسيا تزويد النظام بمنظومة صواريخ“اس 300” الاستراتجية لحماية المجال الجوي السوري من العدوان الاسرائيلي، الذي تكرر مؤخرا.
هذه التطورات المتسارعة ، أو بالاحرى سباق التسلح بين المجموعات المسلحة والنظام، لكسر حالة التوازن نوعا ما في الموقف العسكري ، من شأنه ان يدخل الازمة السورية في مرحلة جديد وخطيرة، ويؤشر على جملة معطيات أهمها:
اولا: يأتي موقف عدد من دول الاتحاد الاوروبي بتسليح الجماعات الارهابية في سوريا بعد التقارب الروسي-الاميركي والاتفاق على على عقد مؤتمر جنيف2 لحل الازمة السورية حلا سياسيا ، ما يعني ويؤكد ان هذه الخطوة الاوروبية الخطيرة موجهة تحديدا لاجهاض المؤتمر ، وخاصة ان دولا مثل بريطانيا وفرنسا ، التي تعرض جنودها في الجيش منذ فترة وجيزة لعمليات ذبح على ايدي جماعات تكفيرية ،عملت وتعمل منذ وقت ليس بالقريب على تسليح عناصر ارهابية ، وتفضل الحسم العسكري على غرار ما حدث في ليبيا ويساندها في ذلك حلفائها في محور “تركيا –قطر-”.
ثانيا: تزامن هذا القرار الاوروبي مع ارتفاع وتيرة المناورات العسكرية في مضيق هرمز ، الى مناورات العدو الصهيوني، ، الى المناورات السعودية – الايرانية المشتركة الى الحشود البحرية الروسية في المتوسط.. وغيرها من المناورات العسكرية الاخرى التي تعزز الاعتقاد باننا امام حرب وشيكة.
ثالثا: قرار روسيا تزويد النظام السوري بمنظومة صواريخ”اس 300” موجه بالدرجة الاولى للكيان الغاصب في فلسطين المحتلة ، بدليل انه جاء بعد العدوان الاسرائيلي على ضواحي دمشق ، ورفض بوتين طلب نتنياهو بوقف تزويد سوريا بهذه الصواريخ ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ، بل تبعه تحذير بوتين “اسرائيل” من تكرار عدوانها على سوريا، كما يشكل تحذيرا لدول الحلف الاطلسي بعدم تكرار سيناريو العدوان على ليبيا..!
باختصار… هذه المعطيات العسكرية ترجح اجهاض مؤتمر جنيف ، وزج المنطقة كلها وليس سوريا وحدها في حرب طويلة، قد تغير خريطة “سايكس بيكو” اي تفتيت المفتت والخاسر الوحيد على الاغلب هو المواطن العربي ، الذي قد يكون وقود هذه الحرب .
^