حينما يتوقف التوحيديون امام الذكرى السنوية السابعة لتأسيس حزبهم ،حزب التوحيد العربي ،لايرون في هذا اليوم اعادة احياء لمناسبة عابرة مرت واصبحت تتكرر سنويا بشكل آلي، بل يرون فيها دعوة لاعادة احياء معالم “التغيير” والقيم والاهداف الوطنية والقومية التي التزم بها التوحيديون، وذلك بالتأكيد على المبادئ والحقائق التي تم تكريسها في نظرية الحزب وادبياته.
وحينما اعلن رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب قرار التأسيس في السادس والعشرين من ايار عام 2006 فانه توج بذلك نضالا للشباب العربي الذي آمن بوحدة الارض ،واستلهم نبض الشارع الرافض للحالة التي تعيشها الامة من تخلف وتقهقر وتجزئة وضياع واستسلام وقهر واستعباد، ولذلك فهو قد اعتمد “الثورة” سبيلا من كل اشكال التسلط والهيمنة عبر طرحه برامج وافكار جديدة منسجمة مع التطورات التي أتت بها الاحداث، ودائما مع تمسكه بثوابت طائفة الموحدين المسلمين الدروز وانحيازه المطلق الى قضايا الناس، لذلك كان حزب التوحيد العربي في ضمير التوحيديين ووجدانهم، لانهم يؤمنون باهدافه ويرون فيه القادر على تجاوز المحنة ي ظ ما تتعرض له اليوم سوريا من مؤامرة تستهدف وجودها أرضاً وشعباً وكياناً، مثلما تستهدف القضية الفلسطينية عبر تصفية حقوق الشعب الفلسطيني والحيلولة دون اقامة دولته فوق ارض فلسطين كل فلسطين .
ولكن لأول مرة تشهد هذه الذكرى طابعها الحزين الممزوج بالامل و التفاؤل في ظل ما تشهده بلدان “الربيع العربي ” من حروب حقيقية نتيجتها أرواح بشرية وخسائر مادية غالية على الضمير و التاريخ , وقد شكلت سوريا نموذجا عن قيام “جبهة النصرة” التي اعلنت مؤخرا عن ولائها ل”تنظيم القاعدة” والمدعومة اقليميا ودوليا بممارسة ابشع انواع القتل والمذابح الفردية والجماعية والدمار الذي يأكل الاخضر واليابس .
من هنا كان شعور التوحيديين بالمسؤولية ازاء تعاظم ما يجري في بلاد الشام داعين المراهنين على “جبهة النصرة” الى صحوة الضمير والعودة إلى جادة الصواب والانطلاق بابناء الموحدين الدروز في سوريا صوب المستقبل والاقلاع عن كل الدعوات الى هدر دماء اكثر من 600 الف درزي الذين اعلنوا في غالبيتهم القتال الى جانب الجيش العربي السوري في معركة الكرامة والعزة من اجل وحدة الأرض والإنسان والدولة معا .
هكذا حتم الواجب القومي عند التوحيديين تجاه اهلهم واخوانهم في سوريا أن يكونوا صوت التعقل والحكمة ، وأن يكونوا قلب العروبة الذي يجمع ولا يفرق وأن يجعلوا من وحدة وأمن واستقرار سوريا عنوان تاريخهم الذي ينبغي أن ينجزوه.
في يوم “التوحيد العربي” تحية الى كل المقاومين الذين شطبوا من قواميس اللغات كل مفردات الخوف والخضوع والخنوع والاستسلام والإذعان ولم تهز بهم شعرة كل محاولات التهويل والتهديد والعدوان والحصار والتهم والتي زادتهم إيماناً وتمسكاً بعقيدة راسخة وهي أن العالم لا يحترمك إلا إذا كنت قوياً وتدعم المقاومة…
وتحية الى جميع الشهداء الذين جسدوا مقولة “من يطلب الموت توهب له الحياة” ،وصنعوا مجد امتنا لتأخذ مكانها بين أمم الدنيا ، وافشلوا كافة خطط أعداء الأمة في رسم مستقبل أبنائها وتأسيس شرق أوسط جديد لهم يجعلهم قبائل وأقوام ومذاهب وطوائف متناحرة ويعيدهم إلى أيام داحس والغبراء،
فتحية إلى كل هؤلاء في الذكرى السنوية للتوحيد العربي المؤمن بأن العروبة هي الرابط الذي يجمع بين كافة مكونات الأمة،وهي أشبه بخيط المسبحة إذا ما انفرط تناثرت الحبات في كل اتجاه… والمؤمن بأن ما نشاهده اليوم من اعمال تكفيرية واجرامية على ارض الواقع بعيدة كل البعد عن القيم النبيلة التي تحملها الاديان السماوية .
^