حالة الجنون الامني التي انزلق إليها البلد بعد احداث طرابلس وصيدا واطلاق الصاروخين على الضاحية من تلال عيتات في قضاء عاليه يجب ألا تشعل في اللبنانيين شهوة المشاعر الطائفية والمذهبية المتأججة، فتلك من أخطر ما يمكن أن يواجهه البلد الذي هو اصلاء ، هي أصلا في حالة ارتخاء من ناحية المواطنة ، ومن حوله أبواب”ربيع عربي” يشوبه الكثير من الالتباس وعدم اليقين!
كل مشاريع القوانين الانتخابية التي جربها لبنان خلال الاعوام الماضية باءت بالفشل، وهو فشل يتحمله الجميع، مثقفين وعامة، ونخبة حاكمة، ولا يُستثنى أحد، وحتى مرحلة ما بعد “الطائف” تحولت إلى هدف مشترك لأكثر من طرف، لإجهاضها وتلطيخها بالطين، وفي المحطة “الاصلاحية” تحديدا، تحركت كل القوى التي تضررت من هذا “الاصلاح” ، لتحوله إلى فصل دام، كي تدفع بكل من أمل خيرا منه إلى شتمه والتبرؤ منه، ، وجر كل الحراك الوجداني الشعبي، نحو كراهية التغيير ، والإبقاء على حالة الاحادية والتهميش والاقصاء رابضين على صدور اللبنانيين !
بالتأكيد، سيخرج المواطن من محنته، وبالتأكيد، سيستأنف قطار الانتخابات دويّ مزماره المُؤذن بالحركة والانطلاق، لكن الثمن الذي يدفعه المواطن سيزداد كلما تأخرت عملية الانطلاق وذلك مؤشر خطير على تآكل الكيان على ايدي الأفاعي الرقطاء، الذين تحركوا من جحورهم في محاولة منهم لتكريس الطائفية والمذهبية وجر البلاد الى اتون الفتنة البغيضة.
ما قد يغيب عن الذهن، في حمأة المشاعر الفتنوية المتأججة، أن “التكفير” لا يعرف معيارا للفرز بين أبناء الوطن الواحد غير الموالاة أو المعارضة، بغض النظر عن دين أو مذهب المعارض أو الموالي، وأخطر ما يجهض حركة الشعوب، حينما تنحرف عن رؤية الخصم الرئيس، إلى خصوم هامشيين، أو مفتعلين، للانشغال عن الهدف!
لينزلق “الظلاميين” إلى منزلق الطائفية والمذهبية، وليذهب “التكفيريين” مذاهب شتى في تقسيمهم المسلمين إلى سني وشيعي، ولكن على اللبنانيين ان يدركوا ان التغيير ،قائم، وقادم، ولا حياد عنه، فذاك قرار شعبي بامتياز، ولكن حذار من الانشغال عن الهدف الأسمى بالأهداف الدنيا!
^