المقاومة التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي ليست هذه الكلمات ترديداً لبيت من شعر، ولكنها تغريدة نفس عشقت المقاومة وشهدائها … عشقتها وهي تقلب صفحات تاريخ مجيد، وانتصارات عظيمة، وتقف في وقار وهيبة أمام ابنائها العامرين بالعلم والعزم والارادة التي لا تلين ، وتتوشح بدماء الآلاف من شهدائها الأبرار الذين كتبوا تاريخ الأمة بدمهم الطاهر، وحققوا مقولة أنهم خير خميرة الأرض. كيف لا؟ ونحن نحتفل معهم اليوم بالذكرى الثالثة عشرة لاندحار الجيش “الاسرائيلي ” وتحرير جزء من جنوب لبنان التي مسحت عن جبين العرب والمسلمين كل هزائم الامة المتكررة ، ومهد لفلول زمن الهزائم وحلول زمن الانتصارات.
تمثل الذكرى الثالثة عشرة لانتصار العام الفين يوما تاريخياً تتكرر وتتجسد فيه ذكرى غالية على قلوب الاحرار وهي ذكرى المقاومة والتحرير ، ودلالات هذا اليوم عظيمة جاءت بعد تضحيات جسيمة قدم فيها المقاومون دماءهم رخيصة وزكية لتحرير جزء غالٍ من الوطن من براثن الاحتلال الاسرائيلي الذي ظل جاثماً لعشرات السنوات من الزمن وليس بغريب على مقاومة ذي تاريخ عريق ان تلفظ الاحتلال الاسرائيلي وتلقينه دروسا مرة في الدفاع عن كرامة الأمة، وبأن لبنان كان وسيظل قلعة عصية على الاختراق والتطبيع، و حاضنا للقضية الفلسطينية والمقاومة.
وبقدر ما تشكل ذكرى 25 أيار مناسبة قومية ووطنية بفعل تضحيات المقاومين إلا أن الذكرى هذه السنة، تأتي في ظروف داخلية وإقليمية ودولية صعبة، زادتها توترا التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينتي طرابلس وصيدا وغيرهما من المناطق اللبنانية التي تشهد حراكا فتنويا تقوم به بعض الجماعات التكفيرية بهدف جر البلاد الى مستنقع الفتنة دون ان ننسى التهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف المقاومة والجيش اللبناني ،الامر الذي يضع البلاد امام منعطف خطير في ظل استهداف سوريا الداعمة التاريخية للمقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة على ايدي “جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات الارهابية المسلحة المدعومة من دول غربية وعربية وخليجية تحاول كسر ارادة الشعب السوري وتطلعه الى العيش بعزة وكرامة ومقاومة كل اشكال الغزوات الخارجية.
وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية لشعب فلسطين، كل أبناء فلسطين؛ في الشتات، في الأرض المحتلة، في الضفة وغزة، وفلسطينيي الثمانية والأربعين، وكل الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ، الشعب المجاهد الصابر الذي تحمّل ووقف في وجه أعتى قوى في العالم، نشُدُّ على يديه،مؤكدين في هذه الذكرى أنّ المقاومة هي خيارنا، وأنّ طريق القدس محفوف بالشهداء والدماء حتى يوم تحرير فلسطين المحتلة كل فلسطين .
حفظ الله سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله وأبقاه سنداً وذخراً على الدوام. وتحية الى جميع عوائل الشهداء في يوم التحرير والى كل المقاومين الذين يقاتلون نيابة عن كل العرب المهزومين والمتآمرين .
^