يبدو ان القيّمين على الشأن الانتخابي اليوم في وضع لا يحسدون عليه . فهم أمام خيارين مجرّدين من الواقعيّة . أحدهما أن يستسلموا لانعدام الحلول، والآخر أن ينتظروا معجزة . وفي كلتا الحالتين نرى العجز وانعدام المسؤولية . والغريب المريب هو أن الشعور بالمسؤولية ، لم تعد قادرة على تقديم الحوافز والبواعث والدوافع .
غداً سيكون الوقت قد تأخر كثيراً . جوهر الموضوع هو أن الجماعات التكفيرية التي تسرح وتمرح في كل مكان ستزداد في كل يوم استفحالاً وتغوّلاً . ولن يستطيع لبنان اللحاق بركب الدول الصاعدة، التي ستصبح مراكز القوى في عالم الغد .
كيف تستطيع عقول المسؤولين والسياسيين أن يستوعبوا اليوم وغداً، وان يجترحوا الحلول لازمتنا الداخلية وعلى رأسها التوصل الى قانون عادل للانتخابات يخرج البلد من النفق المظلم بوعيدا عن سذاجة الانقياد إلى الفتن والاقتتال وتنفيذ أغراض المغرضين؟
^