لم يكن رحيل الرفيق غازي عبدالخالق في 22 من ايار عام 2008 حدثاً عادياً فالرجل عنوان ايقاعات مقاومة طالعة من روح الانسان المتمسك بارضه وجذوره وقضاياه العادلة وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي شكلت بالنسبه له العنوان الاكبر لهذا الحق.
كان ربيعا حزينا، ولحظات مؤلمة وقاسية، ونحن نسير خلف جنازة رفيق الدرب غازي عبدالخالق الذي فرح لفرحنا وحزن لحزننا، تحمل الكثير من المعاناة لكنه لم يتغير في سلوكه ولا طيبته ولا أفكاره.
كان الوقت ليلاً، رن الهاتف أعتصر قلبي، لم يكن الخبر قاسيا فقط، لقد شل جسدي، امين التعبئة في حزب التوحيد العربي هناك يجثو في المستشفى راقداً رقدته الأبدية، لم أصدق، أهكذا تتركنا يا غازي دون مقدمات، ما أقسى اللحظة.
سنوات طويلة صعبة مرت، لا زال الألم يعتصرالقلوب وما زال طيف الرفيق غازي يلم بحزب التوحيد العربي وروحه ترفرف فوقه، وذكره على لسان رفاقه الحزبيين وذكراه في ضميرهم، وفراغه يتسع فيهم، ونحن في مطلع السنة السادسة على غيابه الطاغي والحي ، وفي منطقة تتقلب على هذا التشظي المنظم في الطوائف والمذاهب أديانه وطوائفه ومذاهبه وأحزابه وتياراته.
نحن اليوم نفتقدك يا رفيقي غازي ، ونفتقد امثالك من الرفاق ، للمشاركة في مسيرتنا الوطنية والقومية وفي سبيل قضية آمنتم بها، فلم تقدموا مصلحتكم الخاصة على المصلحة العامة، فكنتم المثال لاجيالنا التوحيدية الشابة الذين قرروا الامساك بمصيرهم، ومتابعة المسيرة مهما بلغت التضحيات.
وها هم اليوم يردون على الرسائل الدموية بمزيد من التمسك بالثوابت الوطنية، وبمزيد من التصميم والعزيمة لمواجهة كل التحديات والمخططات تحقيقاً لحلم “التغيير”الذي آمنت به وعملت من اجله .
مجدا لك أيها الرفيق والصديق والأخ الحبيب، في ذكراك، وأعلم أنك في القلب باق ، وليكن سكنك في مقر الأبرار والمناضلين الكبار إلى الأبد.
**