ما من احد يسيء للاسلام وللمسلمين والسلف الصالح اكثر من احمد الاسير الذي وصلت فيه الوقاحة الى حد قطع الطريق المؤدية الى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، لمنع «حزب الله» من تشييع شهيده الصيداوي صالح احمد الصباغ، كما ظهر بتصرفه العنصري الذي لا يقبله الدين وكأنه خارج من الكهوف فيما ينظر الناس اليه نظرة استغراب وتعجب أو لم تكن نظرة سخرية واستهزاء..
يجب أن يدرك الاسير وغيره من الحاقدين أن لا مكان في عصر المقاومة لامثاله الذين يقومون بقطع طرق الجبانات في صيدا لمنع دفن الشهداء الذين يستشهدون دفاعا عن الارض والكرامة وصونا للحدود في مواجهة الاحتلال والعدوان الخارجي .
بمثل هذه التصرفات المستهجنة يسيء الاسير للاسلام وإلى نفسه وإلي كل الحركات الاسلامية مع كل مشهد يتصدر فيه ومع كل حادثة يقع فيها.. وان كانت له بعض الحسابات الضيقة والمنافع الشخصية من وراء ممارسته التحريض المذهبي والفتنوي .
يا قوم هل بهذه الطريقة يكرّم الشهداء الذين يسقطون في معركة الكرامة؟ اليس هؤلاء فقها وشرعا من المرابطين في سبيل الله؟ واليس هؤلاء من اصحاب الاعين الساهرة لحماية البلاد والعباد من شرور قد اقتربت منا جميعا؟
ادرسوا وراجعوا فقه الأولويات وادب الاسلام العام والخاص.. ومتى وكيف يكون الغضب.. اعرفوا الطرق الصحيحة إلي الحق.. قدروا كل ضرورة بقدرها.. الا تعلمون أن كل عمل يؤدي إلي فتنة في البلاد وبين العباد حرام… الا تعلمون ان الفتنة اشد من القتل..
الا تعلمون انكم بافعال رخيصة كتلك التي تفعلونها ضد الشهداء الكرام مشاركة أو تحريضاً أو صمتاً أو حتي بتوفير غطاء تسيئون للجهاد ومفهومه العظيم والسلفية ورجالاتها الكبار العظام؟!
الا تعلمون يا من تستعلون علي الناس بايمانكم وبمظاهر تدينكم.. بانكم ان كنتم لا تعلمون ذلك فانتم بحاجة إلي من يعلمكم أمور دينكم ودنياكم أيضاً؟!!
ما يحدث الآن في جبانة صيدا وحولها يحتاج الى رؤية جديدة في التعامل وسرعة الحركة.. يحتاج صدقا واخلاصا وحزما من الجميع.. لا مماطلة ولا تخدير منالجيش والاجهزة الامنية .. ولا انتهازية أو انانية من الاخرين سواء من ابناء صيدا أو جبهات المعارضة..
فالقضية قومية بالدرجة الأولي.. سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وغيرها.. ولا مجال للمناورة أو لتصفية الحسابات أو الظن بأن فرصة ما سانحة للاحراج وانتزاع حق يراد به باطل.. وهذه مسألة مهمة يجب أن تعيها كل القوي خاصة تلك التي تحاول أو تجيد الصيد في الماء العكر..
هذا سيمنح الفرصة لبسط سيطرة الدولة علي كامل صيدا بالصورة المطلوبة.. ولن يجعل بعض اجزائها مخابئ أو ملاجئ للفتنويين.. أو جماعات الفكر الخاص جهادي أو غيره.. الذين يفهمون الجهاد بمعان وتوجهات خاطئة فيها مخالفة صريحة للشريعة واهداف ومقاصد الشريعة من الشهادة.
^