يصعب إحصاء عدد الاجتماعات واللقاءات المقرر عقدها خلال الأيام القليلة المقبلة، استعداداً وتحضيراً و”عرقلةً” اقرار قانون جديد للانتخابات.
وسط هذا الدخان الكثيف من اللقاءات والبيانات والمعلومات المتضاربة، يصعب تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود..وثمة تضارب شديد في الروايات والتقديرات حول مواقف الأطراف واللاعبين الرئيسيين…هل اقترب “الاشتراكي” من “المستقبل” وشاطره الرؤية للحل السياسي للأزمة الانتخابية ، أم أن القوات اللبنانية هي من نجح في تطيير جلسة 15 ايار التاريخية في ساحة النجمة والتي كان على جدول اعمالها بندا وحيدا هو مشروع القانون الارثوذكسي؟
ما الذي ستفعله قوى 8 آذار ازاء هذه التطورات الحاصلة؟هل تستعد هذه الأطراف لخوض غمار “القانون المختلط ” أم أنها تعمل على تعطيله وقطع الطريق عليه؟..إلى أي حد يؤثر التنافس السياسي في إدارة الملف الانتخابي على مواقف الاطراف اللبنانية من الازمة السورية؟
هل أجرت “الكتائب” مراجعة لمواقفها السابقة وهل قررت الاستدارة نحو 8 آذار بعد ما قيل عن “عزلة” لحزب الكتائب تمارسها اطراف من 14 آذار أم أنه يسعى لشيء آخر؟..
أين يتموضع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على هذه الخريطة المعقدة..ماذا يدور في محادثاته مع الرئيس المكلف تمام سلام ؟ وعلى أية مسافة يقف سليمان بين القطبين الانتخابيين ؟
ما الذي يتعين علينا أن نتوقعه في الايام المقبلة ، من الآن وحتى التوصل الى اتفاق حول قانون جديد للانتخابات ؟هل نتوقع مزيدا من الاختلاف حول وجهات النظر والاتهامات المتبادلة؟….كل الاحتمالات واردة، فمن يريدون تعزيز مواقعهم التفاوضية، سيدافعون بضراوة عن مشاريعهم الانتخابية في الأسابيع القادمة..والذين يريدون نسف المسعى التوافقي وقطع الطريق على اجراء الاستحقاق النيابي سيعمدون إلى التصعيد وخلط الأوراق وبناء سيناريوهات التعطيل ..وقد يكون لبنان قد دخل بالفعل في الفصل الأصعب من أزمته الممتدة منذ ايام طويلة .
^
^