تحل الذكرى 65 لنكبة فلسطين، والشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال والتهجير والتوطين والنفي.
نكبة فلسطين هي جريمة برسم المجتمع الدولي الذي لم يلتزم بواجباته بموجب ميثاق الأمم المتحدة لحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال والارهاب ، وضمان حقه في تقرير المصير وبناء دولته على كامل التراب الوطني اسوة بباقي دول العالم.. فالشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد تحت الشمس الذي لا يزال يرزح تحت الاحتلال، فيما أرضه تغتصب، ومقدساته تستباح كل يوم .
أسباب النكبة باقية ولم تزول، فعلى المستوى العربي لا تزال جامعة الدول العربية تعاني من خلافات مستحكمة أسهمت في حدوث النكبة، وها هي اليوم تسهم في وصول الأمة الى الخريف العربي حيث مربع العجز والهوان والعمالة للخارج ، ما دفع أعداءها الى نهش لحمها الحي، والاعتداء على مقدساتها، وما يحدث للقدس والمسجد الاقصى المبارك، هو تأكيد لحالة الاستلاب التي وصلت اليها الأمة، حتى تجرأت عليها ديدان الارض.
أما على المستوى الدولي، فان دعم الادارة الاميركية اللامحدود للكيان الغاصب في فلسطين المحتلة ، هو سبب استمرار مأساة الفلسطينيين، وسبب تمرد “اسرائيل” على كافة القرارات الدولية، بدءاً من قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947، وقرار عودة اللاجئين 194، وقرار 242 الذي ينص على الانسحاب من كافة الاراضي المحتلة عام 1967، وفي مقدمتها القدس المحتلة، وقرار رفع الحصار عن قطاع غزة، وخريطة الطريق التي تنص صراحة على وقف الاستيطان وغيرها من القرارات الاخرى التي باتت عصية على التنفيذ والتطبيق.
واذا كانت بريطانيا هي سبب النكبة حينما قررت اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بموجب وعد بلفور، وشجعت على هجرة اليهود من كافة أصقاع الأرض لفلسطين ، فان بعض الدول العربية والخليجية بتأييدها ودعمها المطلق لسياسات واشنطن في المنطقة هي السبب الرئيس في بقاء هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين، وسبب اقدامه على مقارفة أبشع الجرائم، وحروب الابادة دون عقاب، مستظلاً بخيمة “الفيتو” الاميركي وسبب رفضه الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، التي تنص على الانسحاب واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ان الذكرى الاليمة لنكبة فلسطين تذكر الأمة بأن العدو الصهيوني لم يتخل عن أهدافه وخططه ومخططاته في تهويد فلسطين والمقدسات فيما نرى الجامعة العربية تهرول وراء التنازل عن المزيد من الاراضي العربية المحتلة الامر الذي تستغله “اسرائيل” لقضم مزيدا من اراضي الضفة وتهويد القدس والاقصى.
المطلوب اليوم انقاذ اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبقية الاقطار العربية المهددة بالزوال بعد ان اصبح خطر التهويد
ليس مقتصراً على فلسطين، بل يجعل الأمة كلها في عين العاصفة، وذكرى النكبة هي في النهاية ادانة لاميركا والدول الغربية وغالبية الدول العربية والخليجية التي تآمرت ولا تزال على فلسطين وشعبها.فيما يبقى صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وتجذره في أرضه وانحيازه المطلق للمقاومة كفيل بإفشال كل مؤامرات الاعداء .
^