أهلنا في سوريا يُذبحون، “جبهة النصرة” تقصف بالدبابات والصواريخ المنازل والمدارس والمحلات التجارية ومآذن المساجد والكنائس ، ولا يمر يوم إلا ويُقتل المئات ويجرح المئات، حتى تخطت أعداد القتلى حوالي المائة ألف شهيد، ونشاهد يوميا على الفضائيات مدى الفظاعة والوحشية التي تتعامل بها “النصرة” والجماعات المسلحة مع الشعب السوري.
وجاء العدوان الإسرائيلي على قاسيون منذ عدة أيام ليكمل لنا الجزء الناقص من الصورة، ولتثبت “جبهة النصرة” انها متحالفة مع عدو الشعب السوري ،وما من أحد يرى هذه المؤامرة إلا ويتساءل بينه وبين نفسه أو بين من حوله: ماذا نستطيع أن نقدم لإخوتنا السوريين ؟ كيف نساندهم ونشد من أزرهم ؟
الحقيقة هو أننا نستطيع تقديم أي مساعدة لهم داخل سوريا، وان كانت الجماعات الارهابية المسلحة قد شكلت قوة طاردة رهيبة، ساهمت في تهجير مئات الالاف من السوريين فيما لم يبق منهم سوى الفئتان المتحاربتان، والمغلوبون على أمرهم الذين اضطُروا للبقاء بسبب فقرهم وتردي اوضاعهم المادية.
اما العرب فغالبا ما نسمعهم يرددون: سامحونا يا إخوتنا في سوريا، فنحن؛ لا نستطيع تقديم أي مساعدة لكم، فالأمر ليس بأيدينا، ولكن بأيدي الساسة والحكام العرب والخليجيين ، وهؤلاء قد اتفقوا في أروقة جامعة الدول العربية؛ منذ إنشائها المشؤوم؛ على تركيعكم ارضاء ل”اسرائيل” واعوانها في المنطقة.
لقد جاء في القرآن الكريم أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، فما بالنا بمن قتل مئات الآلاف من الشعب السوري بغير حق، وإفسادا في الأرض ؟ سوف تحمل “النصرة” واتباعها وزر هذه الدماء، وقتل هؤلاء الشهداء على ظهرها حتى يوم القيامة،
أما أنتم أيها السوريون الثائرون على الارهاب وأذنابه وجماعاته ؛ فلا نملك لكم إلا التضامن والوقوف الى جانبكم في معركة العزة والكرامة و المصير والوجود، مهما تعالت اصوات المشككين بعودة سوريا الممانعة الى الساحة الاقليمية كشريك اساسي في مواجهة الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة.
^