كما كان متوقعا اشعلت “إسرائيل” مدينة القدس في الذكرى السادسة والأربعين لاحتلالها وضمها . ومن الطبيعي أن تكون بؤرة الاستهداف العنصرية هي المسجد الأقصى المعلم الأبرز الذي يجسد هوية الامة العربية والاسلامية .
يمكن وصف ما فعلته جموع المستوطنين وبدعم من قوات الاحتلال في المسجد الأقصى عشية ذكرى احتلال القدس في الثامن من مايو/أيار عام 1967 القدس، بالاستباحة الكاملة لكرامة العرب والمسلمين والهدف هو هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وهذا هدف تلتقي عليه جميع مكونات الكيان الغاصب ومجموعاته المتطرفة التي تتلطى خلف الرداء الديني .
كل ما نقرأه ونراه على الفضائيات قاصر عن وصف ما يجري في فلسطين المحتلة عامة، والقدس خاصة . لا يشعر اي صهيوني متطرف بالخجل من نفسه وهو يهاجم كوحش مفترس مسناً او طفلا فلسطينياً كل ما يريده هو الوصول إلى المسجد الأقصى لتدنيسه مدعوما بالغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاص الذي يطلقه جنود الاحتلال على صدور النساء والشيوخ ،فضلا عن اعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين إمعاناً منهم في محاربة كل ما يمثّل القدس وحملها في قلبه وسلوكه كواجب قومي ووطني وتكريساً لمنهج متسارع لتهويد القدس وصولاً إلى تفريغها من أهلها وجلب مستوطنين جدد بدلاً من المواطن الفلسطيني ، إضافة إلى عبرنة أسماء الأحياء والشوارع .
لن تتوقّف “إسرائيل” عن تهويد المقدسات في فلسطين المحتلة طالما هناك غياب لافت لأي موقف عربي وإسلامي حازم وعملي يعيد للقدس هيبتها وموقعها في وجدان الأمة بعدما تراجعت كثيراً لمصلحة صراعات “الربيع العربي” وفتنه الطائفية والمذهبية وأحداثه التي تذهب بالمصير العربي إلى المجهول ،وآخرها موقف الجامعة العربية الذي شرعن المستوطنات تحت عنوان “تبادل الأراضي”، ثم الإعلان المخادع من نتنياهو عن تجميد عطاءات البناء في المستوطنات، بما لا يشمل القدس، ولمدة ثمانية إلى اثني عشر أسبوعاً !
هل نسمع فتوى من “السلفيين الجدد” لموقف يدعو الى الجهاد من اجل القدس، أم تحوّلت بوصلة الجهاد عندهم إلى غير مكان؟
^