لقد باتت “الظلامية” حقيقة وليس وهما، تدفع دول “الربيع العربي” الآن “ثمنها” بالكامل، وأسوأ ما تفرزه هذه “الظلامية من كوارث حين تتلطى وراء “عباءة” الاديان ، او حين يتحول حوار الاديان عن سياقاته التاريخية والفقهية الى “حروب” اهلية على تخوم السياسة.
في سوريا – مثلا- خرجت “الظلامية ” من رحم الفوضى وهي تلوّح بعصا الطاعة امام مكونات المجتمع السوري بهدف اخضاعه لقوانينها التكفيرية التي تشجع على الاقتتال الداخلي .
افضل وصفة لاجتثاث “الظلامية” هي بناء فكرة “المواطنة” وتعميق معنى “الانتماء” للوطن، “والولاء” للارض وتحرير السياسة من الاحتكار والتوظيف وسوء الاستخدام وازاحة المواقف التكفيرية المليئة بالتحريض المذهبي عن الواقع والمستقبل واتاحة المجال للمواطن الحرّ لكي يمارس وظيفته وابداعاته وتعميم قيمة المساواة والعدل الذي هو اساس الحكم.
انطلاقا من ذلك ينبغي علينا التخلص من وباء “الظلامية” التي تحولت الى منصة لتمزيق وحدة المجتمعات العربية ،واشعال الفتن في بلداننا التي قدّر لها ان تكون متعددة في اديانها واعراقها وطوائفها.. ومحمّلة ايضا بارث تاريخي ثقيل من الحروب والصراعات والخيبات.
^