تترنح المنطقة على وقع اشتعال نيران “الربيع العربي التي تلقي ، بظلالها على بلدان هذا الربيع وخاصة في سوريا التي تتصدر فيها فصائل ومجموعات “جهادية” التي هي على صلة مباشرة “بتنظيم القاعدة” .سيناريوات التقسيم المطروحة تنذر بتحويل المنطقة برمتها الى اقليم فاشل يتفشى كالسرطان الى كل الدول العربية.
قطر التي يمتد نفوذها اليوم عبر “الاخوان المسلمين” تجير هذا النفوذ لصالح تفشي ظاهرة “التكفير” التي هي أحد اهم عوامل عدم الاستقرار في المنطقة وهي تبحث عن اعتراف بدورها الرئيس في كل الملفات الامنية العالقة في المنطقة .
وكلما صعد حكام الدوحة من موقفهم الحاضن للجماعات المسلحة كلما اكدت على دورها الفتنوي. وإلا كيف نفهم سياسات حمد بن جاسم المتطرفة والتي دفعت باتجاه تفشي ظاهرة “جبهة النصرة” ولجوئها الى ممارسة اعمال القتل والذبح والتكفير والتدمير فضلا عن “النكاح” واللواط” وغيرها من الاساليب التي لا تمت الى الاسلام بصلة .
وكيف نفهم رفض بن جاسم واعوانه التفاوض والقبول بحل سياسي حتى عندما لانت روسيا وضغطت على النظام في سوريا السورية للقبول بهذا الشرط؟
قطر تحاول ان تؤكد على دورها التحريضي مرة اخرى بعد ان اطلقت يد الجماعات الارهابية للدخول في المعترك السوري في جبهة القصير قبل ايام. وهي اليوم تقف وراء المعارضات السورية التي ازمت الوضع في سوريا وتدفع به نحو المجهول.
عجز الادارة الاميركية وتخوفها من التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط مكن الدوحة من لعب اوراقها التي تقوم على اندلاع الحروب ببراعة حتى الآن كما استطاعت ان تقدم نفسها كلاعب “فتنوي” في كل من العراق ولبنان وغزة، ودورها في احداث سوريا بات معروفا.
تراهن الدوحة على ضعف النظام في سوريا وقرار حلفائها في الدخول في مغامرة عسكرية جديدة. يزيد من قوتها ظهور خطر القاعدة في “المنطقة” وقربه من “اسرائيل” وحلفاء اميركا من الدول العربية لذلك نراها تبحث عن صفقة كبرى تعقدها مع واشنطن، وليس من الضروري ان تتعارض هذه الصفقة مع مصالح اسرائيل ايضا.
^