تهديدات احمد الاسير بحرق سوريا و ارساله “المجاهدين” للقتال فيها ، ،يجب ان تؤخذ على محمل الجدية،لان وجود الاسير على الساحة الصيداوية ليس معزولا عن سلسلته الداعمة التي تبدأ بتيار المستقبل في لبنان،وأحد أجنحة التيار “السلفي” المدعوم من قطر.
هذا فوق الخلايا “الارهابية” النائمة في لبنان ،وهي متعددة المهام،ما بين من يحتضن المعارضين السوريين المسلحين في لبنان ،وبين من هو مختص بإثارة الشغب كما طرابلس وصيدا والبقاع بالاضافة الى النوع الثالث الكامن الذي ينتظر اشارة لتنفيذ عمليات ارهابية كثيرة،وهو ُمدرّب الى الدرجة التي ليس بحاجة فيها الا لمواد محلية متوفرة في الاسواق لتنفيذ اي فوضى .
“الجهاد ” الاسيري في بلاد الشام غير مقبول واي شكل للتدخل في الشأن السوري مرفوض شعبياً،سواء التدخل العسكري المباشر،او منح تسهيلات لوجستية وعسكرية،او امداد الجماعات الارهابية المسلحة بالاسلحة لمحاربة النظام وتدمير سوريا .
الضغط على لبنان كبير،فقطر تريد اسقاط الاسد لصالح “الاخوان المسلمين ،فيما الولايات المتحدة تريد اسقاط اسقاط الاسد،لكنها لاتريد وريثا اسلاميا.
في المحصلة فإن بوصلة لبنان تجاه الملف السوري سوف تتضح اكثر بعد تشكيل حكومة الرئيس سلام ،وتهديدات الاسير لسوريا جاءت استباقية،لان اخطر نقطة على دمشق،تأتي من لبنان البوابة الاقرب،ولهذا يدرك الاسير ان اي تدخل ضد النظام في سوريا من قبل تركيا او الاردن غير مهم،مقارنة بذلك الذي سيأتي من لبنان ،بتأثيراته العسكرية والميدانية.
لابد من موقف شعبي ضد “جهاد ” الاسير في سورية، ،خاصة وان اللبنانيين لايحتملون غدا رؤية شهداء وجرحى من ابنائهم ،وهذا الموقف ليس دفاعا عن الاسد،بل دفاعا عن لبنان .
الذي يريد زج لبنان في المحرقة السورية،لايعرف ان هذا يخالف عقيدة الجيش اللبناني التاريخية التي تقوم على اساس عدم التدخل في دول الجوار، وتحديدا في سوريا التي وقفت الى جانب الشعب اللبناني ودعمت جيشه ومقاومته خلال المحن والازمات لا سيما خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 .
اكثر من مسؤول لبناني رفيع قال في تصريحات متطابقة ومتقاربة ان المنطقة على حافة حرب،والكلام ليس للاستهلاك المحلي فقط،بقدر كونه قراءة معلوماتية عما هو محتمل خلال الفترة المقبلة.
اذا كانت هناك ضغوطات غربية وعربية علىالاسير للتدخل في سورية،فهذا أمر مفهوم،غير ان التجاوب مع الضغوطات سيعني غداً المقامرة باستقرار البلد،وتحميل ابناء البلد في جنائز الى كل مكان،ووضع مستقبل البلد امام خطر كبير.
سواء نفذ الاسير تهديداته عبر ارساله المقاتلين في سوريا،او تطوع طرف لبناني آخر لتنفيذ اعمال ارهابية لاثارة الناس ضد الرئيس الاسد وشرعنة التدخل،فإن كل المؤشرات تقول ان وضع لبنان الداخلي بات حساسا جدا. وفي المحصلة:هذه حرب ليست حرب الاسير وامثاله ،حتى لو كانت مدفوعة الثمن.
^